“غير شكل” 4 جولانيات تغنين للإلفة والمحبة بين الناس

ما من شك أن الجولان يعيش خلال السنوات الأخيرة طفرة موسيقية، جاءت نتيجة تراكم لنشاط ممنهج استمر على مدى عقدين، بحيث بات لا يخلو بيت من بيوته من عازف على آلة موسيقية، أو مغن، أو شخص له علاقة بالموسيقى، وهو ما أنبت عددا من الفرق الموسيقية، لا يتناسب بأي مقياس مع التعداد السكاني للجولان، الذي لا يزيد عن 25 ألف نسمة.

آخر هذه الفرق الموسيقية فرقة “غير شكل”، المكونة من أربع صبايا: دلال أبو صالح، منار القيش، شيرسن أبو صالح وراوية طربيه، بقيادة المايسترو حسام حايك. وقد أصدرت الفرقة يوم أمس أولى أغنياتها بعنوان “طريق الانسانية”، وهي من كلمات وألحان حسام حايك. الأغنية متأثرة بالاحداث المأساوية في سورية وتدعو إلى المحبة والتآخي.

وعن الفرقة الجديدة يقول السيد حسام:

“عملت مدة في مجدل شمس، وأتيحت لي الفرصة للتعرف من خلال عملي على الصبايا، ورأيت أنه يمكننا معاً القيام بعمل بأبعاد ليست فقط محلية، لأن الصبايا يتمتعن بقدرات مهنية جيدة، ولديهن الاندفاع للقيام بعمل غنائي ذات معنى، وهذا شرط أساسي لنجاح أي عمل -أن يكون الأشخاص مؤمنين بالعمل الذي يقومون به.

العمل لم يكن سهلاً، نظراً للبعد الجغرافي، فكنا نضطر للسفر ساعتين في كل اتجاه، للالتقاء من أجل التدريب أو التسجيل، ولكن إيماننا جميعاً بما نعمل ساهم بإنجاح الفكرة.

الفكرة كانت طرح شيء جديد، بخلاف ما هو سائد في منطقتنا اليوم، حيث يقوم الجميع بتكرار الأعمال الكلاسيكية وتقديمها، فقررنا أن ننتج أعمالاً خاصة بنا، مستوحاة من الحياة اليومية ببعدها الإنساني.

آلمتني الظروف والأحداث الأخيرة في سوريا، وما يحدث من وحشية واستهتار وعبث بحياة الناس. والمؤسف هو البعد الطائفي الذي برز خلال هذه الفترة، فنفّست عن غضبي وألمي بكلمات كتبتها للإنسانية، ثم قمت بتلحينها، وسجلناها مع الصبايا أغنية بعنوان “طريق الإنسانية”، هي العمل الأول للفرقة.

تم تسجيل موسيقى الأغنية في تركيا بأحدث التقنيات ومع أفضل المهنيين في هذا المجال، ثم قررنا تصوير فيديو كليب، ليس فيديو كليب بالمعنى الدارج في أيامنا، والذي بات للأسف عرضاً أباحياً في بعض الأحيان وليس فناً. فصورنا عملا ضمن الإطار المهني، يبدأ بالموسيقى وينتهي بالموسيقى.

مستقبلاً لدينا العديد من الأعمال، منها أغنية ناقدة جميلة جداً، اسمها “مين مفكر حالك مين”، تتحدث عن الرجل المستبد في مجتمعنا، وتتحدث عن حرية المرأة.

أعمالنا لن تكون ضمن إطار مغلق، وإنما سنقدم أعمالاً محترمة، فيها الاجتماعي والعاطفي والنقدي، على أن تكون بمستوى يحترم ذوق المستمع ويتمتع بمستوى رفيع من المهنية واحترام العمل الفني، وأتمنى أن نتمكن  في وقت قريب من هذا العام من تقديم عرض حي أمام الجمهور، على أن يحتوي الأعمال التي نكون قد أنجزناها خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى أعمال معروفة ستتم صياغتها بطريقة جديدة”.