فتاة بالغة.. \ دنيا

السكون هو اّخر فصول الألم… الهدوء الذي ينتابني بات موتاً بطيئاً أكثر ألماً من طعنات السيف…
تعتريني شهوة كبيرة لسكب أوجاعي بقلم ينزف كلماتي بلونٍ أزرقٍ, لون الوداع الأخير , لم أكن أعلم أنه ثمة لون محدد لرحيل غير معلناً, ولم أكن أعلم أنه هناك لذة عميقة في الوداع, كنت أشعر بأنها اخر لحظات ستجمعني مع ذاك الفكر الأحمق ولكنني أدركت الان كم أنا بعيدة عن تلك الفتاة الساذجة, وكم أنا قريبة على أعتاب امرأة بالغة, تكاد تختنق من كثرة الأفكار الغريبة ولربما المجنونة التي تعتريها…
فكم من مرة صارعت الحياة وتخابطتني أمواجها ما بين الشموخ حتى القمة والهبوط أسفل الحضيض…
لا شيء يروقني بعد الان, الحياة والموت باتا شيئان متساوييان… الأحلام والأمنيات غادرتني, كما غادرتني الرغبة في الحياة…
السكون وحده الذي ما زال يسكنني وأي سكون قاتل هذا يدفعني الى الجنون.. ليتني أستطيع الصراخ أو حتى البكاء أو حتى البوح ببنت شفة…
فتلك كانت أشياء قديمة كانت تخفف آلامي وتعيد لملمة روحي المنكسرة كشظايا مراّة انكسرت من تعدد الصدمات التي ضربتها.. ولكن الان كيف أبكي, ولماذا أصرخ, ولمن أتحدث عما يراودني من جنون يكاد يدفعني الى الهاوية والانتهاء؟
كيف لي أن أعلن عن خيباتي واّهاتي, وكيف أسلم كلماتي؟ فأنا بت بالغة, لا ينبغي أن أخبر أحدا بما يجول في داخلي…
الصمت والمضي الى الأمام هو الصواب, حتى لو كانت بداخلي براكين تشتعل من كل ذكرياتي..الصمت بات لغتي, ديني, وحياتي…
ما من أحد يستطيع أن يقرأ كلماتي, فلماذا يجب عليّ أن أعبث بها لعابر لا يفقهها…
الصمت هو لغتي من الاّن وصاعدا ولن أنتظر من يقرأ حديث عيوني وما بين كلماتي…
كلما حدقت في مراّتي رأيت طفلة على حافة الضياع.. أرهقتها سبل الحياة.. في عيونها ألف حكاية ورواية.. كلها نُسجت من ماء الألم.. وذاك البريق اللامع الذي كان يشع من تلك العينين العسليتين إنطفأ, فلم يعد لسحر عينيها جمالا سوى الحزن المنبثق منهما ممتزجا بألم واضح ووجع ملموس..
لا شيء جديد الآن سوى أنني أصبحت أكثر نضوجا. مراّتي هي مراّتي القديمة, أسألها دائما لماذا تفضحين حقيقة تلك الطفلة لا زالت تظهر من جوفك كلما حدقت بكِ؟
أنا التي أعلنت نضوجي وبلوغي, تأتين بكل إصرار لتخبريني بأنني ما زلت تلك الطفلة, لم يتغير بي شيء ولن يتغير حتى يشيخ ذلك القلب كما شاخ فكري وعقلي!
السكون هو آخر فصول الألم.. الهدوء الذي ينتابني بات موتاً بطيئاً أكثر ألما من طعنات السيف…

_________________________

* دنيا: اسم مستعار. الاسم الحقيقي محفوظ لدى الموقع

تعليقات

  1. كلام جميل صديقتي انو الواحد يكتب ولو جزء من يلي بيشعر فيو خصوصي بس يكون متضايق لهيك كانت حاله السكون غالبي لدرجي انو رحتي بعيد بتفكيرك لدرجه التعصب لأنو الحياه مش ابيض واسود ، في كثير مراحل بحياتنا بتكون رائعه بتخلينا نتمنى نعيش العمرين وأحيانا مراحل مخيبه للامال ومزعجه جدا .

  2. تعابير رائعه جدا وكلمات بتوصل للقلب اسلوبك ممتع ومشوق كثير حكيك لمسني ثابري

  3. كلماتك حلوه رغم ألألم الأبدي الذي تركته في صدري …..

  4. قلت مرةً للحياة : أود لو أسمع الموت متكلماً ، فرفعت الحياة صوتها قليلاً وقالت لي : إنك تسمعه الآن …” لن تغرق سفينة الحياة في بحر اليأس ما دام هنالك مجداً أسمه الأمل “.

  5. رائعه يا دينا ، أنا شخصيا لم يعد لي أمنيه سوى ان أتعرف عليكِ انت من كثرة ما تشبهين بي هذه الروح ، تُذكريني دائما بكتابتي ، حقاا كم تشبهينني كثيرا ، ولكن !! كلها هذه مرحله وستخرجين منها يوما ما ، كل منا يمر بهذه المراحل وهذه الاحاسيس ولكن سيأتي يوما ينسيكي هذه الاشياء كلها فتصبح حقا ذكريات ومضت ، أتمنى لكِ اجمل اللاحظات مع عالم الواقع واتمنى أن تتحقق لكِ السعاده التي تحلمين بها ، وأنا اكيده أنه سيأتي هذا اليوم … وتحتضر هذه الاحاسيس ولن تقدري حتى على الكتابه في ذلك الحين ، فتذكري تعليقي هذا ايتها الطيبه ، إلى اللقاء.

    1. ليس كل من يكتب عن الحب محب, فالسجين أكثر كتاباته عن الحريه….

      ميزت بين جمالها وفعالها .. فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي
      حلفت لنا أن لا تخون عهودها ..فكأنها حلفت لنا أن لا تفي

      لو تسألوني عن امور النساء فأني لها مجيب….
      فليس للمرأة لا صاحب ولا حبيب
      ان رأت فيك خيرا لها فأنت القدر وانت النصيب
      وان لم ترى فلما اضيع عمري معاك انت يا هذا يا غرييب
      ان اخلصت لها رأتك ضعيف رأتك معيب
      ان احببتها خانتك وان كرهتها احبتك
      وان تقربت منها فيها تغيب

      هيهات هيهات يكون أسمكِ بجانب أسمي
      هيهات هيهات يدنو جسمكِ من جسمي
      أنا إن تنبشي قلبي تحترقي ….. يا سيدتي
      أنا الذي أكتب تاريخ العشق من نعومة أظافري
      أنا الذي يروي قصص الحب والغرام على النساء
      أنا الذي رسمتُ (القلب) بقاب قوسين وجعلتُ به إنحناء

  6. الهذا الحد تكرهيني … يا ظل عاشقة
    فإني اعلنت الحرب بقلمي…
    على كل انثى خائنه لحبيبها…
    واعلنت الحب بقلمي….
    لكل انثى وفية لحبيبها….
    فالحليم ليس دوما حليما….
    والرحيم ليس دوما رحيما…
    فكما هنالك جبة….
    ايضا هنالك نار لهيبة…
    فاليوم جاء دوري لأقتص منك ظلم وقهر السنين
    رميتني بسهامك الغادره المسمومه…
    وجئتي الي كقطه مسكينه تشكين ظلم الحبيبه…
    كذبت عندما قلت احبك …
    فالحب عندك لم يكن يوما من الايام قضية…
    فقضية حبي اكبر مني ومنك….
    يا قصيرة النظر…
    يا مغروره بكبرياء الملوك…
    يا خائنه الروح…
    فقلبي مدرسه عشق تتعلم فيها الطيور والنسور…
    ولن اقبلك ان تكوني في مدرسه حبي…
    ولا ان تكوني جاريه من جواريه…
    فمكانك الطبيعي مع عبده الشياطين….
    مدرسه عشقي تختلف عن كل مدارس الحب…
    فالقلم عندما يكتب…
    يكتب من نبضات القلوب…
    ويكتب على اوتار الروح…
    والقلم عندما يعلن الحب.. والحزن… يبكي العيون البريئه…
    ويؤجج مشاعر العاشقين…
    فكل حرف اكتبه اخطه في اهداب العيون…
    وكل همسه حب ارسمها لإمرأة ما تكون …
    صافيه كماء الغمامه…
    كحوريه متلألأه بالورود والياسمين…
    كعروسة بثبوبها الابيض تسر الناظرين…
    كملاك تغار من حسنها البلابل والعصافير…
    كالسماء ماطر بحبيبات العنب والزبيب…
    الهذا الحد تكرهيني يا ظل عاشقه…
    بالأمس كنت اراك قمه فوق ادعاء الخيال…
    واليوم خرجت من جحرك المشؤوم..
    كحرباء زاحفه عمياء العيون…
    تتلونينن وترقصين وتقهقهين….
    وتمثلين دور المعجبين…
    بالأمس كنت حمامه سلام زاجل تحمل رسائل العاشقين..
    واليوم اصبحت نعيق غراب شؤوم للعاشقين…
    اعترف امامك انني كنت غبيا… احمقا…
    سنعتيني بكل الاسماء التي تريدين …
    والتي لا تريدين…
    فما همي ان كنت إمرأة شمطاء بدون تاريخ….
    لم اكن اعلم انني كنت لعبه بيديكي…
    تعبثين بها لبث سمومك لعشيقكي لقديم …
    وتتسلين بها لقتلي امام الشهود والناظرين…
    وترميني متى شئت كقطعه قماش على السرير…
    فما كنت الا مقعدا مهملا…
    يظمه اثاثك الفاخر اللعين…
    اليوم انكشف زيف قناعك الكاذب بالمساحيق….
    وانتهت مسرحيتك الهذليه…
    فاخلعي ثيابك المهرجه…
    وجوعي … وتعري امامي … وابكي….واشتميني ما شئتي
    فما كانت دموعك الا دموع التماسيح …
    ارحلي يا ظل عاشقه….
    فإني لست آسفا عليك…
    فإمرأة تذهب وحورية تأتي…
    فهي احلى و اجمل منك…
    ولن اقول لك من هي…
    لتموتي بغيظك وحقدك الدفين….
    فأخرجي من حياتي ومن حبر اقلامي…
    ومن دفاتر اشعاري…
    فلم يبقى لك بقلبي حنين…
    ابحثي عن فريسة اخرى…
    فالرجال المنافقين ينتظروك بمحطه سكه الحديد…
    ولكن اعلمي!!!
    ان الذي اخترتيه لحب جديد…
    لا ارضاه ان يكون عبدا عندي…
    ولا ان يكون برباط حذائي القديم…
    ويكفيه ذل أنه جاء بعدي….
    وانا اول من قبل فمك المرسوم كالعنقود…
    فهذه اخر قصائدي اكتبها لإمرأة حمقاء…
    فعذرا اميراتي الجميلات…
    ان كنت قاسي القلب…
    فكما هنالك إمرأة حسناء ….
    ايضا هنالك امرأة حمقاء…
    فالخيانه اكبر مني ومنكم…
    فلا تستغربون…
    فلا بد يوم ان تعودي…
    وقد عرفتي ما هو الوفاء….

    1. يا محب للغة ..اتحفتني بكتاباتك..كتباتك تفيض الم ..تختزن داخل مفرداتها معجم من الاسى الكبت والصراخ الصامت..
      اعجبني ما كتبت ..اكتب دائما لعل الروح المنقوعة بخل الذكريات تجتلي.

      1. شهرزاد الكلمه, أذكر كلماتك الحلوه :
        هل لا تزل تذكرني !
        حدثهم جميعا ..
        قل لهم كان لي حبيبا ،
        خنتُ عهوده ، نذورنا.. والمراسيم
        حتى أمستْ ذكراهُ
        ورقة يانصيب خاسرة ،
        تحولت الى رماد في موقدي..

    2. غريب شو لفتني طريقة كتابتك عنجد كثير حلو.مع انو حاسي بالمك بس عببتسم من هالطريقه الحلوي بالكتابه.بتستاهل الافضل احسنت

  7. كلامك واحساسك رائع .. ولكنك جعلتيني اذهب لعالم الحزن والظلام .. ولكن هناك جانب آخر في الحياة وهو الاجمل .. هو النور والفرح والامل الذي يجب ان نتطلع اليه دائماً .. لانه ما من تعاسة وفشل يوصلنا الى ما نصبو اليه .. دنيا.. اريد ان اقول لك ان الصمت قد يجيد .. لكن البوح ممكن ان يجيد اكثر .. فإن الصمت من اكثر الاسباب التي واجهتها انا وكان الفشل محتوم .! وبعد ان خرجتُ من عالم الصمت وكنتُ جريئة نجحتُ ! كوني جريئة وكوني مُغامِرة ولا تخافي مواجهة الحياة .. فانت كاتبة رائعه واحساسك رائع لكن اتمنى ان يكون في الغد ايجابي ومفرح وليس سكونّ وحزن .!

  8. لما قريت كلماتك الحلوي والله حسيت انو اني كاتبتهن.. لانو حكايتك بتشبهني .. اول مره بحس انو في حدا بالدنيا تعبان متلي إلا اذا كانت كلماتك خاطره مش اكثر… وكل الاحترام الك طريقتك بالسرد بتجنن…

التعليقات مغلقة.

+ -
.