في استراحة الكلام – نزيه بريك

نزيه بريك

من كتاب نزيه بريك

“منطقة منزوعة الصمت”

نصوص قصيرة جدًا

 

جيران

 

أمرُّ كل يومٍ بجانبها،

لم ألتقِ يومًا أحدًا من أصحابها،

لكن دائمًا تستوقفني

هندسةُ

التهجير…

 

 

 

ارتباك

 

المدخلُ يتلعثم…

النوافذ تئنُ في قبضة الريح

خزانةُ الملابس مشرعةٌ على الفوضى

سريرُ الطفل مُبلّلٌ…

والطريق أسيرٌ

لمزاج

القنّاص.

 

 

لقاءات

 

في استراحة الكلام تحرّرت عيناي من الأسرِ في عينيها،

وراحت تستكشفُ عناصر عمارة الأنوثة.

في اللقاء الثاني كانت استراحة الكلام تُعرّيني

من أوراق الرغبة بترويض القلق في شفتيها،

وإطفاء ما أضرمتْ شهيتي في صدرها من نارٍ.

في اللقاء الثالث بقيت أحتسي أفكاري وحيداً

في المقهى.

 

أصدقاء

 

يحاصرها الزمنُ في ركن البيت،

ولا يبقى لها سوى النافذة…

تفتّش جيوبَ الوحدة،  وتقيم

علاقةً وثيقةً

مع

العصافير.

 

 

 

ربّة بيت

 

تنتهي من طيّ ثياب الأولاد

تعيدُها إلى الخزانة،

تستوقفها ملابس لم تغادر الخزانة منذ سنوات

تُغلق عينيها وتطلقُ

فراشات

الذاكرة.

 

 

 

أمّ

 

تُعيد الكرّة،

تُقشّرُ البخارَ عن وجه النافذة

تعودُ إلى الكرسي

وتُعلّق عينيها في المدى،

الطريق لا يدوسه سوى المطر

والهاتف غائبٌ

عن

الوعي.

 

 

عودة

 

دَخلَ الحيّ وخُطاهُ تتعثّر بأفكاره

راح يتحرّش بتفاصيل البيوت والطريق

الشيء الوحيد الذي تغيَّر،

لونُ أوراق الشجر

وعنوانُها…

+ -
.