“في الجولان قصتك”: مسار من تنظيم جاليري مجاز داخل مجدل شمس للتعرف على بيوتها القديمة

9

في إطار مشروع “في الجولان قصتك” الذي تنظمه جاليري مجاز، وعملاً باقتراح السيد عماد شمس لإغناء هذا المشروع وتنظيم مسار داخل مجدل شمس للتعرف على بيوتها القديمة بتاريخها وقصصها، التي تضعنا –كجيل جديد- أمام مسؤولية حفظ هذا الإرث وتدوين كل ما كابده أجدادنا من كفاح في سبيل البقاء على هذه الأرض، التي بنوا بيوتهم من حجارتها واستخرجوا لقمة عيشهم بالكد والتعب من ترابها، في ظل ظروف جائرة قست عليهم.

فلكل أثر معنى يحكي قصة تربطنا بهم وبالمكان لأنها –القصة – هي سبب وجودنا اليوم وهي الأساس في صمودنا اليوم. وهذا المسار عبارة عن لفت انتباه أو بأقصى حالاته دق ناقوس الخطر بأننا نتجه نحو محو الذاكرة بيد ما يخطط لنا حيناً وبيدنا نحن أحياناً!!

19
الشيخ إسماعيل حسن شمس

كانت نقطة الإنطلاق في ((الحارة الفوقا)) أمام بيت الشيخ إسماعيل حسن شمس (91 عاماً) الذي تفضّل بمرافقتنا طيلة هذا المسار، رغم تقدمه بالسن، مفعماً بطاقة العطاء المتأصلة فيه (أمد الله بعمره بصحة وعافية).
وقد شرح لنا الشيخ إسماعيل عن طرق بناء الحجر بصفته أحد بنائين الحجر القدامى في مجدل شمس، وكيف كانوا يستخرجون الحجارة من المقلع ومراحل تشذيبها ونقلها وآليات رفعها لأماكنها في البناء. وعن الأدوات المستعملة وأسمائها، وبعدها دخلنا إلى البيت القديم وشاهدنا نموذجاً للبيت المتقشف البسيط المبني من طبيعة المكان (حجارته وترابه ونباته).

23
خزان مياه عين التفاحة

من ثم انتقلنا إلى “حاووز عين التفاحة” الذي يعود بناؤه لسنة 1946. وجدير بالذكر أن الشيخ أبو علي أنيس السيد أحمد له الفضل في المشورة التي قدمها عن فكرة نقل المياه من نبع عين التفاحة شرقي البلدة، مروراً بالوادي (الشريط) وصعوداً الى الحارة الفوقا، معتمداً على الأنابيب المغلقة وليس القنوات المفتوحة -كالعادة في تلك الأيام- بالاعتماد على الفارق البسيط في الإرتفاع لجريان النبع. ويعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع في تاريخ البلدة وتطورها.

وقد تفاجأ الجميع بالتغييرات التي تمت مؤخراً بشكل الخزّان الخارجي، فقد تم نزع حجارته كلياً واستبدلت بجدران اسمنتية محت هويته!!!
ومن المستهجن جداً نزع حجارته الخارجية بالوقت الذي تمت صيانته بالكامل من الداخل، وليس هنالك أي داعٍ لتدمير شكله الخارجي بهذه الطريقة.

 

22

بعدها انتقلنا الى بيت السيدة ظريفة المر (أول ممرضة في مجدل شمس)، واستضافنا هناك ابنها السيد منيب عماشة وحكى لنا قصة ذهابها إلى طرابلس/لبنان بعمر 4 سنوات، برفقة عمها، ودراستها هناك بمدرسة خاصة بموضوع التمريض،  ونشأتها بمدارس ناطقة باللغة الإنجليزية، وقدومها بعد ذلك لتكون ممرضة ومعلمة للغة الانجليزية في نفس الوقت. بعدها طلب منها مشايخ المنطقة ترك مهنة التعليم لتتفرغ للتمريض نتيجة الحاجة الماسة لذلك.

 

5

ومن ثم انتقلنا إلى القبو القديم في الخلوة الذي بني سنة 1200 هجرية، على يد حرفيين في البناء (مسيحيين) من ظهور الشويرة /لبنان.
بعدها انتقلنا إلى بيت آل مفرج وشاهدنا فيه النموذج الدارج في تلك الفترة لبناء الواجهات المعتمدة على ثلاثة أقواس: واحد فوق المدخل الرئيسي واثنان على يمينه ويساره، فوق شباكين بجانب الباب. وقد بنيت هذه الواجهة من حجر (النحيت) –  الحجر الكلسي الطري لسهولة تشكيله وطواعيته لإضافة الزخارف البسيطة في الواجهة، بينما أحجار البيت الباقية من الأحجار الزرقاء الأكثر صلابة. نزلنا بعدها إلى القبو (المهمل) والذي يستحق الترميم ليكون مقصداً للزوار.

12

ومن ثم زرنا بيت المرحوم الشيخ مهنا السيد أحمد، حيث استقبلتنا عائلة الشيخ أبو مهنا نبيه السيد أحمد أحسن استقبال واستمعنا لمعلومات عن البناء القديم والقبو، من الأخ مهنا مشكوراً. اندهش الجميع بكم الأدوات القديمة المحفوظة بعناية في قبو المنزل واهتمام العائلة بالبناء القديم والحفاظ على معالمه الأصلية، قدر الإمكان، كإرث مهم يتعلق بتاريخ البلدة بأكملها ويستحق الإحترام والتقدير. وقد تميز البيت بإتقان شديد في بنائه وزخارفه.

4

بعدها انطلقنا نحو الشرق بإتجاه (السوق الفوقاني) – السوق القديم لمجدل شمس، الذي كان يوماً مكان للحرف اليدوية كالحدادة والنجارة وغيرها.

8

بعدها مررنا ببيت الشيخ أبو حسين علي عويدات، حيث استضافنا بحفاوة وحكى لنا قصة البندقية التي وجدها مؤخراً (منذ سنة)، مخبأة في أحد جدران البيت القديم، والتي تعود لأيام الثورة ضد الاحتلال الفرنسي.

15

من ثم مررنا ببيت الشيخ أبو مجيد أحمد القضماني، وبعدها مباشرة إلى عين الضيعة، التي كنا نتمنى أن نرى شيئاً من طبيعتها البسيطة، قبل أن يطالها ((الترميم)) الحديث الجائر الذي غير من هويتها الأصلية.

3

بعدها مباشرة إلى عين القصب، حيث استمعنا إلى شرح من الشيخ إسماعيل شمس، كيف كانت تلك الأيام التي استخدمت فيها العين لسد حاجة الناس اليومية للمياه، وسقي المواشي والمزروعات القريبة.

بعدها انتقلنا إلى “السكرة” التي نسبت إليها إسم المعركة الشهيرة “معركة السكرة” ضد الفرنسيين للدفاع عن مجدل شمس سنة 1925. وشاهدنا هناك آثار معصرة العنب واستمعنا من الشيخ إسماعيل عن كيفية عصر العنب فيها وصناعة الدبس الذي أعطى للمكان اسمه ُ (السكرة).

انتهى المسار في منطقة السكرة، التي سنكمل منها مسارنا القادم باتجاه المرج.

الشكر الجزيل لكل من :
الشيخ إسماعيل حسن شمس
الصديق د.عماد شمس
الصديق سمير خاطر
الشيخ أبو مهنا نبيه السيد أحمد وعائلته الكريمة
الصديق مهنا السيد أحمد
الصديقة ليلى إبراهيم لمساهمتها بتوثيق تفاصيل من المسار
لكل الأصدقاء المشاركين بالمسار وللأهل والأحبة الذين استقبلونا بحفاوة.

1

2

 

 

 

6

7

 

 

10

11

 

13

14

 

16

17

18

 

20

21

 

 

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

80

81

82

تعليقات

  1. حلو كثير ما احلى روح الاصاله بهيك مشروع يعطيك العافية دكتور عماد فعلاً هيك شي لا هو محال ولا خيال هيك عشنا وهيك لازم نورث للي ورانا بقصد التراث يلي كل الامم بتدور عليه وبتحافظ عليه بس للاسف عنا لازم ننبشوا نبش وعبستعمل هيك كلمة للدلالة على انو مندثر وقريب رح يروح نهائيا.
    بحييك وبتأمل التشجيع على هيك خطوة.

  2. الله يديم عزك يا هالبلد …. متل ما جدودنا حافظوا على هالتراث القيم من شجر وحجر واخلاق عاليه بين البشر بيسوا نحافظ نحنا الجيل الجديد على هالتراث القيم وما نتمسك بكلمة انو كل شي قديم متخلف والجديد هو الصح … خلينا ناخذ الصح من ماضينا وحاضرنا ليكون مستقبلنا كمان صح والا بعش ينفع الندم … وشكرا

  3. يا الله ما اجمل هالمشروع بحرك فينا مشاعر الشوق للماضي

التعليقات مغلقة.

+ -
.