في المستوطنات يتشاركون في تخطيط مستقبلهم وفي قرانا تقتلنا انتصاراتنا وأوهامنا!

ايمن ابو جبل

في المستوطنات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل صنعوا مستقبلاً وماضياً، ويخططون لمستقبل قادم لهم.. ونحن في القرى السورية المحتلة، كما في وطننا الأم، لا نزال على هوامش أبعد من ملامسة الواقع. أمثالهم يخططون ويرسمون برامجهم ويقترحون مخططات عملهم لعرضها على شركائهم في مجتمعهم، على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والسياسية، لتنال موافقة الأغلبية، ونحن لا نزال نقرأ ونسمع عن مخططاتنا الحالية حين يمنُّ علينا أحد، كرئيس السلطة المحلية، “ببوست فيسبوكي” عن تطورات ستحصل مستقبلاً، وكأنها منة على شعبنا ومجتمعنا من هذا المسؤول أو الوزير الزائر لمنطقتنا – “بنية عاطلة” أو “بمحض الصدفة”.

مؤسساتنا التعليمية ولجاننا المحلية المختلفة وجمعياتنا الأهلية وجمعيات المياه والنواطير والشركات المساهمة وشركة “الواسطات، المحسوبيات، الشللية والعائلية والسياسية”، في مكتب الرفاه والشؤون الاجتماعي والسلطة المحلية ولجان التعيينات والمناقصات وتخفيضات ضريبة السقوفية والمياه والكهرباء، ولجنة الأوقاف الدينية، جميعها تتشارك ونتشارك معها ايضاً، في ثقافة :الأنا ومن بعدي الطوفان”، وثقافة الاحتكار والتفرد، والقدرة العظيمة في الإدارة والعمل والتخطيط وتقاسم الحسنات والنجاحات، والهرب من المسؤوليات والإخفاقات.. كل تلك الثقافة تتجذر أكثر وأكثر في عقولنا ونفوسنا وممارساتنا “المغلفة”، طبعاً، بالـ “شفافية” والـ “صراحة” والـ “موضوعية”، وهي ممارسات منافقة بوجهين…

في قرانا لا تخطيط أو مشاركة في اتخاذ القرار، ولا اعتبار لأراء المهنيين والمختصين المحلين في الشأن العام، ولا رقابة أمينة على صرف المال العام.. ولا رقابة على صرف الميزانيات وملايين الدولارات التي تهدر بمشاريع لم يحدد حيويتها سوى قلة قليلة لم تسمع أو تستمع للمهنية يوماً..
في قرانا لا نزال نتخبط بين حق المواطنة وحق الوطن.. لا نفرق بين الحقوق المدنية الشرعية لنا، والواجبات الوطنية المتوجب تقديمها، دون كاميرات وشاشات ومنابر إعلامية، كما لا تزال “سهامنا وسيوفنا المسمومة”، وبعضا من ماضينا الأسود، تطعن عميقا، وبنوايا مقصودة أحياناً، في صدر وطننا (مجتمعنا) الصغير، كما وطننا الكبير.. حين لا نفرق ونميز بين الانتماء للوطن والانتماء لشخص وُلد وفي فمه ملعقة ذهبية، فأصبح سيداً، وغدونا اتباعاً وقطيعاً…

في مستوطنة “كيشت”، وهي إحدى المستوطنات الإسرائيلية الـ33 التي أقيمت على ثرى الأرض السورية المحتلة، على أنقاض قرية الخشنية، اجتمع 160 عضوا من أعضاء المستوطنة في أحد الأحياء الاستيطانية الجديدة، بعد دعوتهم من قبل “لجنة التخطيط والتوجيه”، وهم يشكلون 80% من سكان المستوطنة، بهدف وضع خطة عمل استراتيجية للمستوطنة خلال الـ5 – 10 سنوات القادمة، من أجل عرضها على باقي سكان المستوطنة خلال فترة الـ60 يوماً القادمة، وعرضها فيما بعد على المؤسسات الرسمية لنيل المصادقة عليها. وقد استغرقت المداولات طيلة يومين، ناقشوا خلالها خططاً حيوية ومصيرية تهم وتخص حياة المستوطنين، حيث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات مختلفة، أخذت كل مجموعة على عاتقها مواضيع محددة لنقاشها وتقيمها ووضع البرامج المستقبلية بشأنها، وفي نهاية اليومين تم تقديم التوصيات والملاحظات إلى الإدارة، حيث قامت هذه بطباعتها وتوزيع التوصيات على سكان المستوطنة وعلى كل المشاركين في اللقاء لإبداء الرأي فيها..

“تماماً كما يحدث في قرانا”!

تعليقات

    1. حبذا لو استطعنا التعلم منهم في إدارة شؤوننا المحلية!!

  1. تحياتي اخ ايمن . لقد صورت الواقع في مجتمعنا .لكنك اغفلت السبب في استمراره.على ما اظن ان لب مشاكلنا يكمن في تعاون قياداتنا (مواطنو الدرجه الاولى) مع السلطه المحتله باسم المصلحه العامه والسعي من اجل حل مشاكلنا وتطوير قرانا.الجهتين يخلقون مشكله او يتعاملون مع مشكله قائمه بحيث ينتج عنها عدة مشاكل ثم يتفاخرون بحل بعض المشاكل الفرعيه والتي لم تكن موجوده اصلا بل اوجدوها بدهائهم وبغبائنا.وهكذا دواليك ..كنا في مشكله ام فرخت عدة مشاكل .وهؤلاء الذين اقصدهم هم فوق كل المؤسسات واللجان والحلقات التي ذكرتها في مقالك واذا كفوا ايديهم عن “حل” مشاكلنا اؤكد لك ان مشاكلنا ستخف شيئا فشيئا .لكن المعضله الكبرى اننا سنتوجه اليهم كلما واجهتنا مشكله انا وانت والجميع ولن ننتظر ان يتدخلوا بمبادرة منهم..باختصار ..هذا المجتمع رغم الشهادات والوعي النظري وتكدس الثقافه ,لايزال دون سن البلوغ وهؤلاء هم اولياء امره ..ومن عظم المصائب ان تسود علاقة كهذه بين القاصر وولي امره فيكون القاصر مطيةوولي الامر صانع مشاكل هذه المطيه .!!

  2. اخ ايمن اظن ان الجولان للتنميه هو مثال حي لما تفضلت به

  3. نحن العرب فوضويين بالغريزة ..لا تخطيط لدينا حتى بأمورناعلى المستوى الفردي.. فما بالك على المستوى العام هنا تتجلى الانانية ,حب التملك,جمع الاموال لملمصلحة الخاصة.
    الرئيس أو المسؤول اليهودي يفني نفسه في خدمة شعبه ,يفكر في مصلحة وطنه,في كيفية تطوير بلده على جميع الاصعدة.
    الاثرياء اليهود في جميع انحاء العالم يفكرون ويسعون لمصلحة وطنهم, يتبرعون بالاموال الطائلة من اجل تطوير بلدهم, هل رأيت ثري عربي يفكر بغير مصلحته الخاصة؟؟؟
    حتى على مستوى المنطقة لدينا هل فكر أي ثري لدينا باقامة مشروع يفيد أهل بلده,مشروع يؤمن فرص عمل للشباب أو للنساء اللتي لا فرصة عمل لديها غير الزراعة وتنظيف اوساخ اليهود..

    يلزمنا ألف سنة ضوئية لنفكر أو لنكون مثل اليهود بحبهم وسعيهم من أجل المصلحة العامة ,مصلحة الوطن وليس الفرد

    1. اخت جولانيه .يجب ان تضيفي لتعليقك ,انه حتى لوقام احد الجولانيين بالتبرع لمجتمعه .فان هذا المجتمع يقوم بتسخيف هذا العطاء وهدم ما بناه حتى اخر حجر فيه وطمس معالمه .كما فعل مجتمع مجدل شمس مع المحسن المرحوم يوسف الصفدي .!!

  4. يا اخت جولانيه حكيك مش صحيح بظلوا اهل الجولان عندن محبه وغيري على بعض وبساعدوا بعض اكثر من يهودي وبفكروا في كثير ناس بتحب تعمل مشاريع لتخدم اهل بددها بس عنا كل شي ممنوع ما بيعطوا رخص لمشاريع تفيد اهل بلدنا وفهمك كفاي انتي وغيرك

  5. اخ حسان…. عطيني اسم واحد من اي غني عنا
    حاول يعمل مشروع يفيد اهل بلده !!!

التعليقات مغلقة.

+ -
.