كوريا الجنوبية تصدّر إلى العالم موجة «الهاليو»

من تخيل أن كوريا الجنوبية قد تصبح يوماً حديث الناس على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم؟ فها هو البلد الصغير الواقع في أقصى الشرق، «يجتاح» العالم بسلاح لا يخطر في بال أحد وهو «الهاليو»، وهي تسمية أطلقت على الموجة الكورية الثقافية والفنية التي أبصرت النور في عام 1990.

وأضحى تصدير «الهاليو» أولوية وطنية بالنسبة إلى السلطات الكورية الجنوبية التي اتخذت إجراءات عدة لحمايتها بوضع ضوابط على توزيع الإنتاجات الفنية الأجنبية والمساهمة في إنتاج الإنتاج الفني المحلي الذي يعطي صورة إيجابية وحيوية عن البلاد وتصديرها. وتتكون الموجة الكورية من عناصر ثلاثة هي الكي بوب والمسلسلات والأفلام.

الكي بوب هو موسيقى البوب الكورية وغالباً ما تكون مصحوبة بوصلات رقص يؤديها فنانون شباب أمضوا سنوات تدريب شاقة في كنف شركات الترفيه الكبرى أهمها: إس إم (SM) وواي جي (YG) وكيوب (CUBE) وإف إن سي (FNC) وجي واي بي (JYP).

ولا يقتصر الكي بوب على البوب، بل يشمل كل أنواع الموسيقى من روك وراب وكلاسيكيوهيب هوب إلخ… وبما أن الشركات القائمة على الفنانين تبغي العالمية، فقد ضمت إلى صفوفها فنانين من جنسيات مختلفة كالصينية والتايلاندية. كما أن مزيج اللغات يميز الأغاني الكورية عن غيرها، فإضافة إلى الكورية، تحتوي بعض الأغاني على مقاطع وكلمات إنكليزية وفرنسية.

ووصل الكي بوب إلى ذروته في عام 2012 عندما أطلق «ساي» أغنيته الشهيرة «غانغنام ستايل» على موقع «يوتيوب» والتي تخطى عدد مشاهداتها بليوني مشاهدة وهو رقم قياسي لم ينجح في تحقيقه أهم نجوم الغناء العالميين.

ولكن ساي ليس المغني الكوري الوحيد الذي حقق شهرة عالمية، إذ إن فرقاً كورية كثيرة تتمتع بقاعدة جماهيرية عالمية كبيرة كفرق سوبر جونيور وجيل الفتيات وبيغ بانغ وواندر غيرلز وشايني وإكسو وسي إن بلو.

ولا تستهينوا بشهرة هذه الفرق، إذ إن من بينها ما تبوأ المراكز الأولى في أهم لوائح التصنيف الموسيقية العالمية مثل «بيلبورد» وأخرى فازت بجوائز عالمية على حساب فنانين عالميين.

فمثلًا فرقة «جيل الفتيات» الكورية نالت جائزة «فيديو العام» بتصويت المعجبين في حفلة توزيع جوائز «يوتيوب» في عام 2013، متغلبة على الليدي غاغا وجاستن بيبر وسيلينا غوميز وديمي لوفاتو. كما أن فرقة «بيغ بانغ» فازت بجائزة «أفضل فنان عالمي» في حفلة توزيع جوائز MTV العالمية في عام 2011. وتقيم الفرق الكورية الشهيرة جولات فنية آسيوية وعالمية تلبية لنداء معجبيها الذين يتكاثرون في بقاع الأرض كلها، حتى أن بعضها حط رحاله في العالم العربي كفرقتي زيا (ZEA) وإنفينيت (Infinite) اللتين زارتا الإمارات العربية المتحدة.

أما المسلسلات والأفلام فهي أبرز وجوه الموجة الكورية، إذ إنها لا تقتصر على رواية قصة، بل تسوق لكوريا الجنوبية حضارة وثقافة وفناً وسياحةً. وقد تأثر الناس بها إلى درجة أصبحوا فيها يستخدمون تعابير الاحترام الكورية للتواصل في ما بينهم، ويتعلمون اللغة الكورية بأنفسهم عبر الإنترنت ويحلمون بزيارة هذا البلد الجميل متى سنحت لهم الفرصة.

وتشتري دول عدة، خصوصاً الآسيوية منها المسلسلات الكورية، فهي تدر المال على المحطات التلفزيونية لمجرد أنها «صنع في كوريا» وبفضل الممثلين الكوريين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة وأشهرهم لي مين هو ويون أون هاي وها جي وون ولي سونغ جي. وقد بدأت القنوات العربية عرض المسلسلات الكورية التي حققت نسب مشاعدة عالية.

+ -
.