كيري: مستقبل إسرائيل مُهدد بسبب خطر جسيم يحيط بحل الدولتين مع الفلسطينيين

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن مستقبل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني في خطر جسيم.

ودافع كيري عن قرار الولايات المتحدة السماح بصدور قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قائلا إنه جاء متوافقا مع المبادئ الأمريكية.

وقال بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل إن خطاب كيري “ركز بشكل مرضي” على المستوطنات.

وكان الرئيس الأمريكي المنتحب دونالد ترامب قد غرد في وقت سابق في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تأييدا لإسرائيل، وقال إنه لن يسمح بمعاملة إسرائيل بـ “ازدراء وعدم احترام.”

وحث إسرائيل على أن “تظل قوية” حتى يتولى منصبه الشهر المقبل.

وكانت الولايات المتحدة قد أمتنعت عن التصويت الجمعة الماضي على القرار الأممي بوضع حد لعمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أدى إلى تمرير القرار الذي أثار غضب إسرائيل.

Image copyright EPA Image caption الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بوقف نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وتعد المستوطنات الإسرائيلية من القضايا الشائكة في أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعتبر عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سلام.

ويعيش قرابة 500 ألف مستوطن يهودي في نحو 140 مستوطنة تم بناؤها منذ احتلال اسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967. وتعتبر المستوطنات غير شرعية وفقا للقانون الدولي. ولكن اسرائيل تدفع بغير ذلك.

حل الدولتين
وقال كيري في تصريحاته بوزارة الخارجية الأمريكية: “برغم جهودنا المخلصة على مدى سنوات بات حل الدولتين الآن في خطر جسيم. وحل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وهو الضامن الوحيد لمستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، هذا المستقبل بات مهددا”.

وتابع قائلا:” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤيد علنا حل الدولتين، ولكن إئتلافه اليميني الحالي هو أكثر الائتلافات اليمينية في تاريخ إسرائيل الذي يحركه برنامج عمل يتضمن أكثر العناصر تطرفا، ونتيجة ذلك هي سياسات حكومية، وصفها رئيس الوزراء نفسه بأنها الأكثر التزاما بالمستوطنات في تاريخ إسرائيل، والتي تؤدي إلى عكس اتجاه حل الدولتين. فهي تؤدي باتجاه دولة واحدة.”

وأضاف قائلا: “الحقيقة أن التوجهات على أرض الواقع من عنف وإرهاب وتحريض وتوسيع للمستوطنات واحتلال لا تبدو له نهاية كلها أمور تدمر آمال السلام عند الطرفين وترسخ بشكل متزايد واقع دولة واحدة لا يمكن تغييره ولا يريده أغلب الناس.”

وفي رده على كيري، قال نتنياهوإنه يشعر بخيبة أمل تجاه خطاب وزير الخارجية الأمريكي الذي وصفه بأنه “غير متوازن”.

وأضاف: “إن كيري قدم خدمة شفهية لحملة إرهاب فلسطينية حثيثة” ضد إسرائيل.

وأضاف نتنياهو قائلا إن النزاع يتركز على رفض الفلسطينيين الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، ولكن كيري “لا يرى هذه الحقيقة البسيطة”.

Image copyright AFP Image caption ترامب اتخذ موقف قويا في مساندة إسرائيل
وقالت حنان عشراوي، المتحدثة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، لبي بي سي إن الفلسطينيين التزموا بالاتفاقات السابقة، ولكن الإسرائيليين لم يلتزموا.

وأضافت قائلة: “لقد قبلنا حل الدولتين وتصرفنا من هذا المنطلق واحترمنا جميع التزاماتنا وفقا لإعلان المبادئ والاتفاقات.”

وتابعت قائلة:” للأسف انتهكت إسرائيل كل التزاماتها، كل الاتفاقات ويتواصل ذلك الآن، وكما قال جون كيري فإن أنشطتها الاستيطانية وبطريقة جنونية، خطط لها خصيصا لتدمير حل الدولتين.”

وكان ترامب قد أصدر تغريدتين صباح الأربعاء بتوقيت نيويورك، حيث قال: “لا يمكننا الاستمرار في السماح بأن تعامل إسرائيل بمثل هذا الازدراء التام وعدم الاحترام.”

وقال أيضا:”كان لديهم صديق عظيم في الولايات المتحدة، ولكن لم يعد الوضع كذلك. كانت بداية النهاية اتفاق إيران الرهيب، والآن هذا القرار الأممي! اصمدي يا إسرائيل فالعشرون من يناير/كانون ثاني يقترب بسرعة!”

ورد نتنياهو على تويتر قائلا: “الرئيس المنتخب ترامب، شكرا لك على صداقتك الحميمة ودعمك الواضح لإسرائيل!”

وجاء في القرار الذي أصدرته الأمم المتحدة الجمعة الماضي أن إنشاء المستوطنات “ليس له شرعية قانونية ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويمثل عقبة رئيسية أمام تحقيق حل الدولتين والسلام العادل والدائم والشامل”.

وقد أثار امتناع الولايات المتحدة عن التصويت غضب نتنياهو الذي اتخذ إجراءات دبلوماسية انتقامية ضد الدول التي صوتت لصالح القرار.

وفي الوقت نفسه، أجلت لجنة إسرائيلية التصويت على السماح ببناء ما يقرب من 500 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية المحتلة.

ويبدو أن الخطوة جاءت عقب طلب من مكتب نتنياهو.

+ -
.