كيف تقيمون مصلحة من الصفروبدون أي رأسمال أولي/ الجزء الثاني

“الطريق الى جهنم مرصوفة بالنوايا الحسنة..” (برنارد من كليرفو، 1121م).

 

المقولة الشهيرة جاءت ردا على الخسائر البشرية الجسيمة التي اصابت الرعايا والجيوش الصليبية في حملة الكنيسة الاولى على القدس واراضي المسلمين والتي كان هدفها “الاسمى” كما ادعت الكنيسة – الدفاع عن حقوق وارواح المسيحيين في بلاد الشرق.

وما العلاقه بعالم الاعمال والتجارة؟ سوف تستنتجون ذلك بانفسكم.

شرحت سابقا بان الحلم بالحرية والاستقلالية يدفع الكثيرين الى ترك عملهم كأجيرين والسعي وراء بناء مصلحة خاصة بهم، يكونون بها السيد المطلق لحياتهم وآمالهم ولكن، هل ينجح الاغلب؟

الجواب للاسف هو كلا. نظرة سريعة على معطيات الدائرة المركزية للاحصاء وسلطة المصالح المتوسطة والصغيرة في البلاد تظهر بلا شك الصورة القاتمة التي تنتظر هؤلاء المبادرين:

7 من كل 10 مصالح فقط، تختفي خلال الخمس سنين الاولى لعملها. في بعض المجالات كالمطاعم مثلا، الوضع اسوا بكثير – فقط مطعم واحد يبقى صامدا في نهاية السنة الخامسة من كل ثلاثة مطاعم.

في كتابه الشهير عن عقلانية البشر للبروفسور دان اريئالي المتخصص في الاقتصاد السلوكي – כלכלה התנהגותית (ולא במקרה לא רציונלי, דן אריאלי – המכון הטכנולוגי MIT, ארה”ב) يقول “أن الفرد، بغض النظر عن ثقافته وخبرته في الحياة، ليست لديه أي فرصة لأن يكون 100% منطقيا في اتخاذ قراراته. عندما يتعلق الامر باتخاذ القرارات في حياتنا، يتراءى لنا بأننا مدركين ومسيطرين لما نفعله، هل هذا معقول؟

عبر سلسلة طويلة من التجارب المفاجئة والمبدعة يناقض باحث الاقتصاد السلوكي النظرية الشائعة التي تدعي بأن البشر بطبيعتهم عقلانينن ومنطقيين في تصرفاتهم. وبواسطة تحليل قصص بسيطة من حياتنا اليومية واجراء ابحاث علمية بحته يفسر فيها كيف ان قدراتنا على الحكم تنحاز وتفقد موضوعيتها بسبب توقعاتنا (ציפיות)، مشاعرنا، المعايير الاجتماعية وقوى أخرى، غير مرئية وبالتأكيد غير منطقية.

أريئالي اظهر لنا بأننا لسنا فقط نقوم بأخطاء سخيفة كل يوم، بل أننا نعود على الخطأ ذاته مرارا وتكرارا. بشكل منهجي نحن ندفع ثمنا اغلى، نخطئ بتقديراتنا ونؤجل أعمالنا. نحن نستهزء بتأثير احاسيسنا على اتخاذنا للقرارات ونتمادى في تقدير قيمة الشيء الذي نملكه.

ربما هذه السلوكيات ليست عشوائية، هي في الواقع منهجية ويمكن توقعها بسهولة لأنه في الواقع نحن لسنا منطقيين وليس من قبيل المصادفة.

وهنا نعود مجددا الى عقل الاجير او الراغب في التحول الى الاستقلالية ونفحص، هل هو يفكر بشكل منطقي (רציונלי)؟

اذا أجبتم بنعم على ما قلته اعلاه فيجب ان تقرأوا التالي وتفكروا مليا بإجابتكم:

الاسس المركزية لاقامة مصلحة ناجحة:

هل ساتمكن من تحويل فكرتي الى مصلحة؟ هل للمنتج او الخدمات التي ساقدمها يوجد سوق؟ هل من المفضل ان ابدأ مع شريك أو وحيدا؟ وماذا عن الاستثمار المالي؟ هل لدي القدرات لأوفرها؟ هل مصلحة خاصة ومستقلة تلائم قدراتي أو من المفضل أن ابقى أجيرا؟

إقامة مصلحة جديدة او ادارة مصلحة قائمة هي عملية متواصلة التي تستلزم الكثير من المعرفة، الجهد والموهبة ولكي تمنع من من الجنة التي تحلم بها ان تتحول الى جهنم حقيقي (عبر خسارة معظم اموالك ومدخرات حياتك) عليك ان تمتنع عن المجازفة قبل معرفة القواعد والاسس التالية:

1- كيف اعرف ما هي الفكرة التجارية الجيدة (רעיון עסקי טוב)؟

2- كيف نمول اقامة المصلحة؟

3- هل لديك القدرة المالية لتغطي جميع الفترات الانتقالية؟ (اقامة، تشغيل، دخول للسوق، وصول لنقطة التوازن والربح)؟

4- هل لديك القدرة على التعامل مع الموردين والزبائن ومنع مشاكل الجباية؟

5- اي صفات يجب ان تتوفر في شخصيتي كمبادر لكي تنجح المصلحة؟

6- ما هي استراتيجية المصلحة وكيفية اختيار السوق الامثل؟

7- بناء الرؤيا للمصلحة (חזון).

8- اقامة ابحاث وتصنيف للسوق.

9- بناء خطة عمل تشمل مقاييس كمية (פרמטרים כמותיים).

10-القدرة على قراءة الاوراق المالية (קריאת דוחות כספיים).

11-كيفية اختيار البنك الصحيح ومعرفة اسرار النجاح في التعامل معه؟

12- عدم الوقوع في اغراءات التهرب الضريبي.

13- الالمام بأسس القانون التجاري.

14-معرفة فنون واسرار التسويق والبيع.

 

اذا أجبتم بأنكم تعرفون البنود التي ذكرت أعلاه فانتم جاهزون لاقامة مصلحة، واذا لم تكونوا كذلك فمن المفضل ان تفكروا بشكل منطقي وتمتنعوا عن المخاطره فالطريق الى جهنم حقا مرصوفة بالنوايا الحسنة.

 

קורסי יזמות עסקית וניהול העסקם

 

أسامة العجمي

مستشار اقتصادي في وزارة الصناعة العمل والتجارة

وشريك في مكتب “بيست سولوشينز” للقروض والخدمات المالية

B.A. Economics & business management

Haifa University

 

انظر أيضاً: كيف تقيمون مصلحة من الصفر – الجزء الأول

+ -
.