كيف يخطط العلماء لإرسال مركبة إلى أقرب نجم؟

علنت نخبة من العلماء -بينهم عالم الفيزياء النظرية الشهير ستيفن هوكينغ- في وقت سابق من الأسبوع الماضي طريقة جديدة لاستكشاف الفضاء تدعى “ستارشوت”، والتي تبدو أقرب ما تكون إلى الخيال العلمي.

ويتعلق المشروع بتطوير طريقة لإرسال مركبة فضاء ضئيلة الحجم إلى أقرب نجم إلى الأرض وهو “ألفا سنتوري” الذي يبعد أربع سنوات ضوئية عن نظامنا الشمسي، والكيفية التي سيتم بها إرسال تلك المركبة هي المثيرة هنا، حيث سيعمل الضوء الصادر من شعاع ليزري عملاق على دفع المركبة الفضائية إلى الأمام بخمس سرعة الضوء.
ويعرف هذا المفهوم بـ”الدفع الضوئي”، فبدلا من استعمال وسائل الدفع الفضائي التقليدية -إنتاج قوة دفع من خلال تفاعلات كيميائية مكثفة- فإن الفوتونات ضمن شعاع الليزر ستتولى دفع المركبة، فعندما يوجه الشعاع نحو سطح عاكس فإن بإمكان الفوتونات النشطة ضمنه دفع الجسم إلى الأمام. ويعتمد مقدار سرعة انطلاق الجسم قدما على حجمه وقوة الضوء المسلط عليه.

ويوضح عالم الفيزياء في جامعة “كاليفورنيا سانتا باربارا” فيليب لوبين الذي يعمل ضمن مبادرة ستارشوت أن الدفع الضوئي يصلح للعمل مع مختلف أحجام الأجسام، لكن كل شيء يعتمد على مقدار السرعة التي نريد للجسم أن ينطلق بها، فكلما كانت كتلة الجسم أكبر قلت السرعة التي ينطلق بها.

ومن هنا جاءت فكرة صنع مركبة فضائية بسمك رقاقة متصلة بشراع عاكس، وهذا الشراع سيتمدد لبضعة مترات لكنه سيكون بسمك بضع ذرات فقط.

وهدف هذه المركبة الرقاقة فقط هو حمل عدد من المعدات الدقيقة التي تتضمن مولد طاقة، وكاميرات، ونظام اتصالات، وبمجرد أن توضع في مكانها في الفضاء ستقوم مصفوفة من أجهزة الليزر الضخمة على الأرض بإطلاق آلاف الأشعة التي يمكن تعديل اتجاهها لتشكل شعاع ليزر واحد ضخم يصيب شراع المركبة العاكس ويدفعها للحركة عبر الفضاء نحو النجم ألفا سنتوري بسرعة تعادل خمس سرعة الضوء، مما يعني أنها ستصل النجم خلال عشرين عاما.

وبالتأكيد يعد هذا أفضل السيناريوهات أمام هذا المشروع الذي ينتظره وقت طويل قبل أن يتحقق، كما يعبر بعض الفيزيائيين عن قلقهم من فشل المشروع، خاصة من حيث قدرة الشراع على تحمل سرعة الانطلاق العالية من دون أن يتمزق، وكذلك من حيث نظام الاتصالات وكيف سيمتد على مدى أربع سنوات ضوئية في الفضاء، إلى جانب المخاوف من اصطدام المركبة بأجرام وحطام فضائي.

+ -
.