لا خفاء على الشبكات

smartphone

في شبكات التواصل الاجتماعي، تعتبر إضافة صورة شخصيّة أو تبديلها، أمراً يدّل في بعض الأحيان على الحال النفسيّة والوضع المحيط بالفرد، وحتى إبداءً لرأي معين.

وتبدو الصورة الشخصيّة كأنها ثوب نلبسه ليعبّر عن الحال التي نعيشها، فكأنها أثوابنا الفعليّة: ثوب للعمل، ثوب للسهرة، ثوب للرياضة وغيرها.

وبشكل تراكمي، يبني الأفراد صورة عن شخصياتهم على الشبكات، فتكون رديفاً افتراضيّاً لشخصيّتهم فعليّاً، مع وجود حدود ديناميكيّة متحركة ومائجة، تفصل بين الشخصيتين. ويجري تبادل تلك المُكوّنات مع الأصدقاء عبر صفحات «فايسبوك»، وهم يتعدّون أعداد الأصدقاء الفعليين كثيراً، في أغلب الأحيان، بسبب الرغبة في الحصول على أعداد كبيرة من نقرات «الاعجاب» Like والتعليقات، وهي تغذّي الأنا الافتراضيّة على الشبكات، ما يجعل الأفراد ينتقلون من الإغواء الواقعي إلى حقبة الإغواء الافتراضي!

ويطاول التغيير حتى تعريف العلاقة الاجتماعيّة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما يعني أن صورة الفرد المستندة إلى الـ»بروفايل»، تخرج تدريجيّاً عن نطاق تحكّمه بها، خصوصاً بالنسبة الى الأشخاص غير المحترسين بالنسبة الى تعاملهم مع التقنيّات.

ففي البداية، ينظر الفرد إلى صورته عبر الشبكات كأنها تحت السيطرة، ثم تفلت قليلاً، فيبدأ التفتيش عن معايير جديدة لبناء صورة أخرى فيها شيء من السريّة.

ووفق إحصاءات متنوّعة، يعطي الشباب معلومات أقل عن شخصياتهم، لأنهم متمرسون تقنياً، ويعلمون أهميّة التحكّم بما يراد عرضه على الملأ.

إذن، تتطلّب المواطنيّة الرقميّة ثقافة تتناسب معها، خصوصاً للتحكّم بالهويّة التعريفية التي تتضمّن معلومات كالعمر والجنس والعلاقات والتوجهات والعمل وغيرها. كما تحتوي المواطنيّة الرقميّة بعداً تمثيليّاً يستند إلى المشاركة في النشاطات، والتسجيــــل فـــي مجموعات، والتــــعليــــق على الكتـــابــات، واستخدام بعض التطبــيقات وغيرها. وكذلك تشمل تلك المواطنيّة هويّة حسابيّة تتمثل بعدد الاصدقاء والمجموعات، والفعاليّات والنشاطات، وألبومات الصور وغيرها.

ويجدر تذكّر أن كل من يدخل إلى الشبكة يصبح الخفاء عصيّاً عليه، خصوصاً في الشبكات الاجتماعيّة.

+ -
.