للسكر أضرار خطيرة رغم حلاوته!

للشوكولاتة والمثلجات وغيرها من الأطعمة الحلوة طعم مغر يصعب مقاومته، وعلى الرغم من أنها مفيدة لتوليد الطاقة في الجسم، إلا أن الإكثار منها يحول ذلك الطعم الحلو إلى سمّ، لعواقبه الخطيرة على الصحة التي ربما تغيب عن الكثيرين.

يعتبر السكر بالنسبة للكثيرين متعة خالصة لا يمكنهم الاستغناء عنها، فالألمان مثلاً يستهلكون كميات كبيرة من السكر. ووفقاً للإحصائيات، يبلغ معدل استهلاك المواطن الألماني للسكر حوالي 32 كيلوغراماً في السنة، وهي كمية تساعد على توليد طاقة تكفي لقيادة دراجة لمسافة 6000 كيلومتر. وبالرغم من أن للسكر فائدة كبيرة لتوليد الطاقة في الجسم، إلا الكثير من الأطباء الألمان يصفونه بـ”السمّ الأبيض”. ويعود سبب هذه التسمية للعواقب الخطيرة للسكر على الصحة، ومن أهم هذه العواقب:

1. تراكم الدهون في الجسم: وفقاً للطبيب الألماني الباحث في أضرار السكر، يورغن سايبل، فإن السكر الزائد لا يُحرق، وبالتالي فإن الجسم لا يحتاجه لتوليد الطاقة، فيتم تحويله غالباً إلى مواد طبيعية أخرى مثل الدهون التي تتراكم بكميات كبيرة في الجسم.

2. مقاومة الإنسولين: يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى عدم استجابة الخلايا للإنسولين، المسؤول عن تكسير الروابط الكيميائية للسكر، ما يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم وينتج عن ذلك اضطرابات مختلفة منها مرض السكري من النمط الثاني.

3. البدانة: يؤكد الطبيب يورغن سايبل وجود ارتباط وثيق ومباشر بين البدانة والسكر والدهون، فاستهلاك السكر مرتبط بالبدانة، التي تسبب الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني.

4. انتشار الخلايا السرطانية: تدور النقاشات بشكل متزايد مؤخراً حول علاقة السكر بمرض السرطان، إلا أن الطبيب يورغن سايبل أكد في حواره مع DW على أن الدراسات الحديثة لم تظهر وجود ارتباط وثيق بين الاستهلاك العالي للسكر والسرطان، إلا أن مرض السرطان معروف بقدرته العالية على التحكم باستقلاب السكر، وارتفاع نسبة السكر في الدم يؤدي إلى زيادة إنتاج الإنسولين، وبالتالي زيادة عامل النمو IGF، الذي يرتبط بدوره في انتشار الخلايا السرطانية. ويرى الطبيب سايبل أن إتباع حمية “كيتوجينيك” – أي التغذية بدون سكر – من المفترض أن تساعد على حرمان الخلايا السرطانية من السكر.

5. مضرّ بالأسنان: وفقاً لأطباء الأسنان، فإن السكر هو مصدر الطاقة لبكتيريا الفم ويساعدها على إنتاج كميات كبيرة من أحماض السكر المسببة للتسوّس.

6. شكوك حول الإدمان: السكر يحفّز إنتاج مادة الدوبامين في الدماغ، ووفقاً لدراسات أجريت على بعض الأشخاص الذين يتناولون السكر بكثرة، فقد لوحظ وجود تغيرات في مستويات الدوبامين بأدمغتهم، وهذه التغييرات تشبه التغييرات في أنماط أنشطة الدماغ والتوازن الكيميائي لدى مدمني المخدرات.

الجدير بالذكر أن السكر لا يوجد في الأطعمة الحلوة فحسب، بل يدخل في تحضير الكثير من الأطعمة التي لم تكن بالحسبان، مثل الأجبان القابلة للدهن ومنكهات السلطة والنقانق وصلصة الشواء أيضاً. وللسكر أسماء مستعارة تخفيها الشركات المصنعة تحت أسماء أخرى، مثل الفركتوز (سكر الفاكهة) في العصائر ومالتوديكسترين في الشوربات الجاهزة والتريمولين في المثلجات واللاكتوز في الحليب والغلوكوز في الفول السوداني والدكستروز في رقائق البطاطس.

من جهتها، تفسر خبيرة التغذية دانييلا كريل سبب إضافة السكر في الكثير من الأطعمة بأنها وسيلة لتعويض النقص في المواصفات المطلوبة. هذا ويشار إلى أن الفركتوز الموجود في الأطعمة والفواكه بشكل طبيعي ربما يكون غير مضر، لكن خبيرة التغذية كريل تحذر من خطورة سكر الفاكهة الاصطناعي في الأطعمة، كونه يزيد تراكم الدهون في الجسم بشكل كبير جداً، ما يجعله أخطر من السكر العادي.

+ -
.