لهذه الأسباب قد تختفي الشوكولاته من العالم

كشف تقرير أخير أصدره مركز «هاردمان» للبحوث الزراعية في لندن احتمال حدوث «عجز» في إنتاج الشوكولاته في ظل ارتفاع الطلب العالمي عليها خصوصاً من جانب الدول النامية، وتراجع محاصيل الكاكاو بسبب الاعتماد على وسائل تقليدية في زراعته، الأمر الذي قد يُنبئ باختفاء الشوكولاته في السنوات القليلة المقبلة.

ووفق التقرير الذي نشره موقع «دايلي ميل» البريطاني، فإن المستهلك الغربي يستهلك نحو 286 قطعة شوكولاته سنوياً، وهذا العدد مرشح للارتفاع في حال كان المستهلك بلجيكياً. وبلجيكا هي البلد الذي يحوي أبرز وأفخر أنواع ومصانع ومتاحف الشوكولاته في العالم، ما يعني أن الفرد الواحد في حاجة إلى 10 أشجار كاكاو لإنتاج الكمية المستهلكة سنوياً، وهو الخام الأساسي في إنتاج الشوكولاته إضافة إلى الزبدة.

وعلى رغم ارتفاع عدد الدول المصدرة الكاكاو مثل روسيا والصين وإندونيسيا والهند والبرازيل التي دخلت السوق في العام 1990 بنحو أكثر من بليون عامل في هذا المجال، إلا أن ارتفاع الطلب لم يقابله ارتفاع في الإنتاج، وفق ما أوضح التقرير.

وقال دوغ هاوكينز الباحث في المركز البريطاني: «إن إنتاج الكاكاو على رغم ضغط الطلب عليه إلا أن وسائل الزراعة التقليدية هي السبب في تراجع مخزوناته فهي لم تتغير منذ مئات السنين، فعلى عكس المحاصيل الزراعية التي استفادت من التقنيات الزراعية الحديثة، فالأمر لم يكن كذلك بالنسبة إلى الكاكاو، فـ90 في المئة من إنتاجه يعود إلى المزارع الصغيرة والبذور غير المحسنة».

أما ساحل العاج الأفريقي الذي يحتل مرتبة متقدمة في معدل تصدير الكاكاو، فاضطر للجوء إلى طرق غير قانونية في الزراعة مثل استخدام مساحات المحميات الطبيعية لتلبية حاجة السوق والمحافظة على مبيعات تعادل تكاليف الإنتاج، وهو ما أطلق عليه هاوكينز «التدمير بواسطة الشوكولاته».

وأوضح التقرير أن جميع المؤشرات «تُنبئ بعجز مقداره 100 ألف طن سنوياً في إنتاج الشوكولاته خلال السنوات القليلة المقبلة، وقد لا يجد المحتلفون بعيد الحب (فالنتاين) أملاً في الحصول على الشوكولاته في السنوات المقبلة، على رغم أن المزارعين يسعون إلى تطوير أساليب الزراعة في أميركا الجنوبية سعياً إلى حل المشكلة». وقال هاوكينز: «يشكو المزارعون في أميركا اللاتينية، خصوصاً الإكوادور من وسائل الزراعة الحالية في القرن الـ21 مطالبين بإعادة النظر فيها لإنتاج بذور كاكاو على درجة عالية من الجودة».

بدأت صناعة الشوكولاته في القرن الـ17 الميلادي، وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية كانت سويسرا المنتج الأول عالمياً، والآن تحتل المركز الأول في استهلاكه، ويستهلك الفرد السويسري أكثر من 8 كيلوغرام من الشوكولاته سنوياً، ثم تحل ألمانيا ثانية في معدل الاستهلاك، فيستهلك الفرد أكثر من 7 كيلوغرام سنوياً، فيما يستهلك الإرلندي بين 6 و7 كيلوغرام سنوياً، والبريطانيون الكمية ذاتها، وجاءت فرنسا في المركز الأخير في استهلاك الشوكولاته بـ4 كيلوغرام للفرد.

وتتربع أميركا عل عرش الدول الأربع الأبرز في صناعة الشوكولاته، فمبيعاتها تبلغ 20 بليون دولار سنوياً، وتستورد حبوب الكاكاو من ساحل العاج، وعلى رغم شهرة الشوكولاته السويسرية، إلا أنها الثالثة في حجم الصناعة العالمية، لكنها مصدر رئيس للدخل في الدولة، ففي العام 2005 بلغت قيمته أكثر من 14 بليون دولار.

وتحتوي بلجيكا على أكثر من 15 مصنعاً للشوكولاته وأكثر من ألفي متجر، وتصل المبيعات إلى 12 بليون دولار سنوياً. وتدرّ صناعة الشوكولاته في ألمانيا 10 بلايين دولار سنوياً، وتعتبر مدينة كولونيا عاصمة الشوكولاته الألمانية.

+ -
.