ماذا تعرف عن مرض الفصام؟

الفصام مرض عقلي يصيب نسبة قد تصل إلى 1% من المجتمع، وفيه يرى المريض ويسمع أمورا وأصواتا غير حقيقية، وكثيرا ما يتم تفسير حالته بأنه مصاب بتلبس شيطاني أو أنَّ الجن دخل جسمه وسكنه ويتحكم فيه، وفي مجتمعات أخرى قد تظهر الحالة المرضية في صورة قناعة الشخص بأنه جرى خطفه من كائنات فضائية.
ويعرف الفصام أيضا باسم “الشيزوفرينيا”، وتقول المؤسسة الوطنية للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأميركية إن مرض الفصام يصيب 1% من السكان في المجتمع، ولكن هذه النسبة ترتفع إلى 10% لدى الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض.
والفصام لا يعني أن الشخص لديه شخصيات متعددة، فهذه الصورة خاطئة وقد تكون بعض وسائل الإعلام قد لعبت دورا في نشرها، كما أنه من المفاهيم الخاطئة أن مريض الفصام تكون لديه شخصيتان تتصارعان، واحدة شريرة أو غير طبيعية للشخص وأخرى سوية، وأن العلاج يكون بانتصار إحداهما على الأخرى.
والحقيقة أن الفصام مرض عقلي يحدث فيه اضطراب في طريقة تفكير الشخص وسلوكه وحواسه، وهو اضطراب مزمن يتطلب أن يتلقى المريض العلاج والرعاية طيلة حياته.

حقائق محزنة عن الفصام:
تقول منظمة الصحة العالمية إن شخصا واحدا من كل شخصين مصابين بالفصام -أي نصف المصابين به في العالم- لا يحصل على الرعاية الطبية لحالته.
الفصام يصيب الملايين من الناس، ويؤثر على حياتهم وحياة المحيطين بهم.
تؤدي النظرة المجتمعية الخاطئة ورفض فكرة العلاج النفسي إلى سعي الشخص المصاب أو عائلته لعلاجات غير علمية، مثل زيارة السحرة واستخدام التعاويذ، مما يؤدي إلى تفاقم حالة المريض.
قد يقوم بعض المشعوذين باستخدام طرق فتاكة لطرد “الشيطان المزعوم” كضرب المصاب وتعذيبه بطرق تصل لاستعمال التيار الكهربائي، والذي قد ينتهي بقتل المريض.
بعض المرضى تتحسن حالتهم مع العلاج، ولكنهم بعد فترة يرغبون في إيقافه لأنهم يظنون أن المرض انتهى، مما يؤدي إلى عودة الأعراض. فالفصام مرض مزمن يتطلب علاجا ومتابعة مدى الحياة.
الأسباب:
الجينات والوراثة: فالمرض يكون أكثر شيوعا إذا كان للمريض قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، كما أن التوأم الحقيقي لديه احتمال 40% إلى 65% أن يصاب بالفصام إذا أصيب توأمه به. وهذا يؤكد على الجانب الوراثي في المرض. ويعتقد أن هذا التأثير يتم عبر وجود خلل في جينات معينة تؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ.
كيمياء الدماغ: الفصام مرض عقلي يرتبط بالمخ، ولوحظ أن له علاقة بحدوث مشاكل في مواد كيميائية تفرز في الدماغ طبيعيا، ومنها الناقلان العصبيان دوبامين وغلوتاميت.

الأعراض:
الهلوسات: وهي أحاسيس يشعر بها المرء بحواسه ولكنها تكون غير حقيقية، مع أنه يراها ويسمعها فعلا، ومن الأمثلة عليها:
صوت يتكلم معه ويتناقش معه، ويأمره بفعل أشياء أو يحذره من شخص أو أمور كارثية ستحدث.
قد يسمع الشخص أكثر من صوت مختلف يحادثه، كما قد تأخذ هذه الأصوات بالتحدث مع بعضها أيضا.
رؤية أشياء ليست موجودة مثل أشخاص أو كائنات غير حقيقية.
شم رائحة غير موجودة.
الشعور بأن أصابع غير مرئية تلمس الجسد، مع أنه لا يكون أحد بقربه.
الأوهام: وهي قناعات غير صحيحة تكون لدى الشخص، مثل:
هناك شخص أو منظمة سرية تقوم بمطاردته.
هناك شيطان في جسد الشخص ويقوم بالتحكم فيه.
شخص ما أو جهة مجهولة أو كائنات فضائية مثلا قامت بزراعة جهاز في جسمه.
هناك من يحاول التحكم في سلوكه عبر إطلاق أمواج مغناطيسية.
قد يظن الشخص نفسه شخصية أخرى تماما، مثل نابليون بونابرت أو أرسطو.
اضطرابات في التفكير، مثل:
عدم القدرة على ترتيب الأفكار.
قول كلمات ومصطلحات ليس لها معنى.
انقطاع الأفكار، حيث يكون الشخص يتحدث وفجأة يسكت، وعندما يسأل لماذا فعل ذلك يقول إنه شعر أن الفكرة قد تم سحبها من رأسه.
اضطرابات في الحركة، مثل: أن يقوم الشخص بتكرير حركة معينة مرارا، أو أن يتخشب تماما ويتوقف عن الحركة ولا يستجيب للأشخاص المحيطين به عندما يحاولون التحدث معه.
كما أن من الأعراض:
تحدث الشخص بطريقة رتيبة وبنغمة صوتية واحدة.
الكلام القليل.
مشاكل في التركيز.
انعدام الشعور بالمتعة في أنشطة الحياة اليومية.
المضاعفات:
في حال عدم علاج المريض فإن هذا يؤدي إلى نتائج وخيمة صحية واجتماعية واقتصادية، فعلى الصعيد الاجتماعي ينعزل الشخص عمن حوله وقد يدخل في نزاعات مع عائلته وينتهي به الأمر مشردا، أما على الصعيد الاقتصادي فتشمل العواقب عدم القدرة على العمل وبالتالي الفقر.
أما على الصعيد الصحي فقد يقوم المريض بإيذاء نفسه، وقد يدمن الخمر والمخدرات، كما يرتفع لديه احتمال الإصابة باضطرابات القلق والاكتئاب، وقد يقدم على الانتحار.
_______________
• National Institute of Mental Health

+ -
.