مجدل شمس: العثور على بندقية من زمن ثورة الـ 25

بندقية
البندقية التي تم العثور عليها

عثر في مجدل شمس الأسبوع الماضي على بندقية تعود إلى زمن ثورة العام 1925 ضد المستعمر الفرنسي.

تم العثور على البندقية أثناء أعمال الترميم في أحد البيوت القديمة، وهي في حالة ممتازة، وقامت الشرطة بوضع اليد عليها والتحقيق مع أصحاب البيت، بشأنها.

z
المرحوم الشيخ أبو علي ابراهيم عويدات

البدقية تعود إلى المرحوم الشيخ ابو علي ابراهيم عويدات،  الذي شارك في أحداث ثورة 1925، وكان من الوجوه الدينية المرموقة في مجدل شمس.

وعن العثور على البندقية يقول حفيد الشيخ، السيد زيد عويدات:

“هذه البندقية تحمل قيمة تاريخية ليس فقط لنا كأبناء وأحفاد جدي، بل بالنسبة لمجدل شمس بصورة عامة، فهذه البندقية شاركت في ثورة العام 1925، حيث انضم جدي للثوار، وعرف بشجاعته ومشاركته الفعالة. وما يعطي البندقية قيمة أكبر هو معرفة أن جدي باع في حينه قطعة أرض مهمة من أجل شراء هذه البندقية والانضمام للثورة.

ويبدو أنه بعد انتهاء الثورة قرر جدي الحفاظ على البندقية، فأخفاها في قلب أحد الجدران في بيته، وهو بيت قديم جداً، تم ترميمه مع الوقت، لكن لا تزال هناك أجزاء أصلية متبقية حتى اليوم. والملفت أنه لم يفشِ هذا السر حتى يوم مماته، حتى لابنه أو لأي من أفراد العائلة. فوالدي علي ابراهيم عويدات، البالغ من العمر اليوم 92 عاماً، تفاجأ عندما وجدناها، وكان في غاية السعادة أن يرى هذه البندقية، التي تعني له الكثير”.

زيد عويدات
السيد زيد عويدات عثر على البندقية أثناء عمليات الترميم

ويضيف السيد زيد:

“قررنا مؤخراً ترميم البيت، وأثناء عملية الترميم انهار أحد الجدران القديمة، فانكشفت البندقية. وعلى الفور قمنا باستشارة المحامي نبيه خنجر عن كيفية التصرف، من أجل الحفاظ على البندقية بصورة قانونية، فقمنا بإعلام الشرطة التي حظرت إلى المكان وقامت بالتحقيق معي، فتحفظت على البندقية، ثم أعطتنا وصلاً باستلامها، ونقوم حالياً بإكمال الإجراءات القانونية عن طريق المحكمة، من أجل استرجاعها”.

نشير إلى أن أحداث الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي، التي اندلعت في العام 1925، والتي تعرف محلياً بثورة الـ 25، تشغل حيزاً مهماً في الذاكرة الجماعية لأبناء الجولان عامة، ولأبناء مجدل شمس خاصة، ذلك أن البلدة كانت أحد المحاور الأساسية في أحداث تلك الفترة، وتم تدميرها وحرقها من قبل المحتل الفرنسي، وهُجّر سكانها مرتين، وسقط من أبنائها وأبناء القرى المجاورة المئات من الشهداء، الذين تم تخليدهم ونقش أسمائهم على نصبين تذكاريين كبيرين، أحدهما في مجدل شمس والثاني في بقعاثا، كذلك أقيمت عدة تماثيل تمثل هذه الحقبة من تاريخ المنطقة: تمثال المسيرة في ساحة سلطان الأطرش في مجدل شمس، تمثال المجاهد أسعد كنج أبو صالح في مجدل شمس، وتمثال قادة الثورة في بقعاثا.

z

تعليقات

  1. رحم الله الشيخ ابو علي ابراهيم الذي عرف بشجاعته في ايام الثوره السوريه الكبرى وايضا في مواقفه الصموديه في وجه الأحتلال الأسرائيلي ولا ننسى ديانته وفضله بين مشايخ المنطقه وخاصة في مقام النبي يهوذا عليه السلام رحم الله شيخنا وهذه البندقيه ذكرى لنا من رائحته نطلب الحفاض عليها

  2. فيض من الغبطه والعزه والفخر يختلج نفوسنا عندما تلامسها بعض من هذه النسمات المعتقه المكدسه التي جاورت عصر الرجال وعانقت اياديهم..
    فخلف كل جدار قبعت بندقيه وتحت كل منزل تربصت ثوره .. ان هذه البندقيه لهي اثمن من ما تبقى لدينا ..ولم يتبقى الكثير ..فهي عطر من ماضينا الشامخ وروح من تاريخنا المشرف ..لكنها ان استفاقت على حاضرنا ِِ ونطقت ..ستنطق رصاصا لا شك او ستذبل حزنا على ما حال علينا ..الرحمه على روحك ايها الشيخ الجليل الشجاع …

التعليقات مغلقة.

+ -
.