محاولة فاشلة للاتفاق على «هدنة ملزمة» بين كييف والانفصاليين في مينسك

انطلقت في مينسك أمس، جولة محادثات صعبة في حضور ممثلين لروسيا وأوكرانيا والمفوضية الأوروبية، ترمي إلى الاتفاق على «هدنة ملزمة» في شرق أوكرانيا، بعد تزايد التصعيد الميداني عبر قصف الانفصاليين الموالين لروسيا مدينة ماريوبل تمهيداً لاقتحامها، لكن المحاولة فشلت ليلاً.

وكادت جولة المحادثات التي أرجئت يوماً بسبب عدم الاتفاق على تفاصيل اللقاء، أن تنهار بعدما غادر العاصمة البيلاروسية رئيسا إقليمَي دونيتسك ولوغانسك الكسندر زاخارتشينكو وايغور بلوتينسكي، اللذان أعلنا في بيان مشترك أنهما لن يعودا إلى مينسك قبل رضوخ الحكومة الأوكرانية للائحة شروط تتضمن الإعلان فوراً عن وقف النار والاستعداد لالتزام هدنة طويلة الأمد، وسحب الآليات الثقيلة من خطوط التماس «القائمة حالياً» وليس تلك التي نص عليها اتفاق التهدئة الذي وقعه الجانبان في أيلول (سبتمبر) الماضي. ومعلوم أن الانفصاليين تمكنوا منذ تلك الفترة من السيطرة على أراض جديدة.

وعلى رغم التطور انطلقت الاجتماعات الثلاثية (روسيا، أوكرانيا والمفوضية الأوروبية) لمناقشة خطة جديدة للتهدئة، تستند كما قال ديبلوماسيون إلى «خطة مينسك» لكنها تشتمل على بنود تفصيلية ومحددة بمهل لضمان تنفيذ فعال للاتفاقات السابقة.

وتأتي المناقشات التي وصفتها مصادر أوروبية بأنها ستكون «صعبة» على وقع أسوأ تصعيد ميداني، إذ تواصلت الاشتباكات خلال اليومين الماضيين في أطراف دونيتسك، وأعلنت مصادر طبية محلية أن 12 شخصاً على الأقل قتلوا في أعنف عمليات قصف تعرضت لها المنطقة، بينما أعلن الجيش الأوكراني أمس، أنه خسر 15 قتيلاً و30 جريحاً في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

إلى ذلك، اعتبر مندوب روسيا الدائم في الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، أن تسوية الأزمة مرهونة بوجود «إرادة سياسية» لدى السلطات الأوكرانية.

وزاد أنه لا يمكن القبول بمواصلة تأكيد المسؤولين الأوكرانيين إعلانات شفهية عن دعم التسوية السياسية بينما يصعّدون ميدانياً عبر استمرار قصف دونيتسك ولوغانسك، ويعلنون حملات جديدة للتعبئة.

لكن كييف دعت الروس في المقابل إلى سحب قواتهم والتزام مسار التهدئة، وحذرت من أن روسيا ما زالت تزج بوحدات إضافية من الجنود والمتطوعين عبر الحدود. وقال سيرغي غالوشكو، أحد مسؤولي هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، إن لدى كييف معطيات تؤكد وجود قوات روسية «في الصفوف الخلفية» لقوات الدفاع الشعبي العاملة ضد العسكريين الأوكرانيين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

غير أن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف وصف الاتهامات بأنها لا تستند إلى أساس. وأشار إلى أن «هذه المزاعم تنافي ما صرّح به رئيس هيئة الأركان الأوكرانية فيكتور موجينكو الذي أقر أخيراً بأن القوات الروسية لا تشارك في العمليات القتالية.

في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الحلف لا يتعامل مع «دونيتسك ولوغانسك باعتبارهما تشكيلين إرهابيين»، لكنه دعا موسكو في الوقت ذاته إلى التوقف عن دعمهما.

وأكد أن الحلف يؤيد العقوبات الاقصادية ضد روسيا، لأنها «بديل أفضل» من اللجوء إلى «وسائل عسكرية». وقال إن «ما نحتاج إليه هو حلول سلمية وتفاوضية على أساس اتفاقات مينسك، مشيراً إلى أنه يتطلع لعقد لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر ميونيخ (ألمانيا) للأمن مطلع الشهر المقبل. وتوقع أن يوافق وزراء دفاع الحلف الأسبوع المقبل على تشكيل وحدات قيادة في 6 دول حليفة في شرق أوروبا هي بولندا ورومانيا وبلغاريا ودول البلطيق الثلاث (أستونيا وليتوانيا ولاتفيا).

+ -
.