مدينة تدمر الأثرية السورية تشهد معارك شرسة

عاد مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية إلى مدينة تدمر السورية بعد انسحابهم منها ليلا بسبب الغارات الروسية.

وقال محافظ حمص طلال البرازي إن القوات الحكومية انسحبت من تدمر، مؤكدا على أنها تعمل على تنظيم صفوفها لطرد مسلحي التنظيم.

ودخل المسلحون المدينة يوم السبت في أعقاب شن هجوم في وقت سابق من الأسبوع.

وأرسل الجيش السوري تعزيزات إلى محيط المدينة، وأفادت أنباء بأنه نقل قوات من مدينة حلب.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على تدمر والآثار المحيطة بها في مايو/ أيار 2015 قبل أن تستعيدها القوات الحكومية السورية في مارس/آذار من السنة الجارية.

وتدرج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” مدينة تدمر على قائمة مواقع التراث العالمي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، صباح يوم الأحد إن قصفا “شديدا” شنته الطائرات الروسية كان قد أجبر تنظيم الدولة الإسلامية على الانسحاب إلى مشارف المدينة.

لكن البرازي قال إن “تنظيم الدولة الاسلامية أعاد احتلال تدمر”.

وتمثل مدينة تدمر أهمية استراتيجية بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية نظرا لقربها من حقول النفط. ويسعى التنظيم للسيطرة على حقول جزل والشاعر والمهر النفطية الواقعة في محيط تدمر للاستفادة منها.

وكان التنظيم قد دمر عددا من الآثار وقطع رأس مديرا للآثار خلال فترة سيطرته على المدينة والتي امتدت 10 أشهر. كما دمر معبدين يرجع تاريخهما إلى ألفي عام فضلا عن أعمدة جنائزية وقوس النصر.

ودارت المعركة الأخيرة في تدمر في الوقت الذي اقترب فيه الجيش السوري من منطقة باقية في سيطرة المعارضة في مدينة حلب.

وقالت قوات المعارضة يوم السبت إنها أوقفت زحفا من جانب قوات الحكومة السورية في الجيوب التي مازالت تخضع لسيطرة المعارضة في حلب.

وأشار أحد قادة المعارضة إلى أن سبب تباطؤ زحف القوات الحكومية قد يرجع إلى إعادة نشر القوات ونقلها إلى تدمر.

بيد أن الحكومة السورية تتقدم بحذر في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، وتشير الأنباء إلى أنها تسيطر حاليا على 93 في المئة من المدينة.

ودعا جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، يوم السبت الحكومة السورية والجيش الروسي إلى “إظهار القليل من حسن النوايا” بشأن المناطق الباقية في سيطرة المعارضة في حلب.

وجاء تصريح كيري في أعقاب اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس ضم حكومات تدعم المعارضة السورية.

+ -
.