منتخب الديوك.. مرشح بقوة للفوز بالمونديال

Anan
عنان عماشة

زاوية يعدها الرياضي عنان عماشة بمناسبة مونديال روسيا 2018

للمنتخب الفرنسي سجل ممتاز في تاريخ البطولات العالمية حيث تواجد بين المنتخبات ال-13 في أول نسخة من كأس العالم والتي أقيمت في الأوروغواي، وشاركت فرنسا بأول مباراة في تاريخ كأس العالم حيث تفوقت 4:1 على منتخب المكسيك ليس فقط، بل أن أول هدف في تاريخ المونديال جاء بأقدام فرنسية عندما سجل “لوسيان لوران” الهدف الأول ضد المكسيك.

https://www.youtube.com/watch?v=J3-HN2woqGs

بعد مونديال 1938 التي استضفت فرنسا بدأت المواهب الفرنسية بالظهور بقوة لأول مرة في مونديال 1958 في السويد بعدما أنهى الفرنسيين البطولة في المركز الثالث أثر فوزهم على ألمانيا الغربية 6:3 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع واعتبر حينها أنجاز كبير لفرنسا بينما تألق في تلك المباراة اللاعب “جاست فونتين” بتسجيليه لأربعة أهداف، وكان فونتين هداف تلك البطولة حيث سجل 13 هدفا خلال 6 مباريات ما لم يستطع فعله أي لاعب خلال المونديال حتى يومنا هذا.

بعدها بسنتين استضافت فرنسا بطولة الأمم الأوروبية وأنهت البطولة في الركز الرابع. وبعدها عانى المنتخب الفرنسي من فترة ضعيفة جداً حتى ظهر النجم الكبير ميشيل بلاتيني والذي قاد منتخب بلاده لأحراز المركز الرابع في مونديال اسبانيا 1982. عادت فرنسا لتستضيف بطولة أمم أوروبا للمرة الثانية في سنة 1984 حيث توج المنتخب الديوك باللقب بقيادة ميشيل بلاتيني العظيم والذي تألق بتسجيله لتسعة أهداف في جميع المباريات الخمسة التي خاضتها فرنسا خلال المنافسة. أخر ظهور لميشيل بلاتيني في البطولات العالمية كان في مونديال المكسيك 1986 حيث حققت فرنسا مرة أخرى المركز الثالث بعد تغلبها على جارتها بلجيكا 4:2.

بعد انتهاء عصر بلاتيني شهدت الكرة الفرنسية تراجعا كبيرا ومخيبا للآمال، مما أثار الغضب الشديد لدى الشارع الرياضي الفرنسي بعدما فشل منتخبه الوطني بأن يتأهل لبطولة أمم أوروبا عام 1988 ليأتي بعدها ما هو أشد ألما للشعب الفرنسي بعد غياب فرنسا عن نسختين متتاليتين لكأس العالم- 1990 في ايطاليا و1994 في الولايات المتحدة.

فازت فرنسا في حق استضافت كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها عام 1998 ولذلك تأهلت فرنسا للنهائيات بشكل تلقائيولم تخض التصفيات. مونديال 1998 في بلاد العطور شهد ولادة نجما أسطوريا جديد يدعى “زين الدين زيدان” الذي تألق بشكل مبهر في البطولة وقاد منتخب بلاده للفوز التاريخي بكأس العالم بعد تسجيله لهدفين في النهائي أمام البرازيل وعادت فرنسا إلى منصات التتويج من الباب الواسع. العصر الذهبي لزيدان ورفاقه استمر في بطولة أوروبا 2000 حيث توجت فرنسا باللقب بعد فوزها في النهائي على إيطاليا. تعرض القائد زيدان إلىأصابه قوية قبيل انطلاق مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 حيث أقصيت فرنسا مبكرا من دور المجموعات. أما في مونديال ألمانيا 2006 عاد زيدان ورفاقه بقوة حيث وصلوا مجددا إلى النهائي ولكن وداع “زيزو” لفرنسا كان مؤلماً بعد خسارته للنهائي أمام إيطاليا  وتلقيه للبطاقة الحمراء بسبب ” النطحة” الشهيرة.

انطوان غريزمان -  By Biser Todorov [CC BY 4.0 (https://creativecommons.org/licenses/by/4.0)], from Wikimedia Commons
انطوان غريزمان –
By Biser Todorov [CC BY 4.0 (https://creativecommons.org/licenses/by/4.0)], from Wikimedia Commons

بعد زيدان أتى غريزمان حالماً أن يفوز ببطولة الأمم ألأوروبية (يورو 2016) التي استضافتها فرنسا، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فظهر المنتخب الفرنسي بصورة ضعيفة، في النهائي الذي خسره الديوك أمام البرتغال، بينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.

حالياً، يعد منتخب “الديوك” الفرنسيون أقوى المنتخبات المشاركة في مونديال روسيا، بل أن العديد من متابعي ومحللي كرة القدم لا يخفون بأن فرنسا قادرة على الفوز بكأس العالم، على الرغم من تواجد عدد كبير من الفرق المنافسة التي قد تقصي فرنسا في الأدوار المتقدمة. وتأتي هذه التوقعات الكبيرة من المنتخب الفرنسي بسبب تواجد تشكيلة واسعة من اللاعبين الشبان المتألقين في أنديتهم الأوروبية، على رأسهم المهاجم الفذ “أنطوان غريزمان”.

تواجد عدد كبير من نجوم فرنسا في الخطوط الثلاثة قد يكون العامل الأقوى لدى منتخب الديوك، فبقيادة “فاران” وأومتيتي” يمتلك المدرب “ديديه ديشامب” خطاً دفاعياً حديدياً. وبتواجد لاعبين متميزين في وسط المديان، وعلى رأسهم “بول بوغبا” و”نغولوكانتي”، قد يستطيع المنتخب الفرنسي أن ينافس المنتخبات الكبرى. أما في الهجوم، فلا خوف على فرنسا في ظل تواجد لاعبين سريعين جداً على الأطراف الهجومية- النفاثة “عثمان ديمبلي” والصاروخ “كيليان مبابي”، سيجدون غريزمان مستعداً في جميع المواقع الهجومية للخصم لتسجيل الأهداف.




غريزمان نجم أتلتيكو مدريد الحالي سيحدد مصيره قبل المونديال، بعد تلقيه لمجموعة من العروض المغرية من فرق كبرى، تتعلق عليه الكثير من أحلام عشاق المنتخب الفرنسي. فهو يتصدر قائمة المنتخب، كونه الأكثر شعبية من بين اللاعبين، حيث أطلق عليه مؤخرا لقب “غريزو”، مقارنة بالأسطورة “زيزو”، حالمين أن يتمكن من تكرار ما فعله زيدان في 1998، وأن يقودهم لمعانقة الكأس الذهبية.

على الرغم من كونه فرنسي، فأن “غريزو” كبر كلاعب إسباني. بعد رفض العديد من الفرق الفرنسية بأن يضموه إلى صفوفهم كونه “شاباً قصيراً وضعيفاً”، تلقى غريزمان دعوة بصورة مفاجئة من ريال سوسيداد الأسباني، خلال إحدى المباريات التي خاضها في صغره، ليسطع بعدها نجم المهاجم الأشقر في سوسيداد، وبعدها في أتلتيكو مدريد الذي امتلكه في عام 2014 مقابل 40 مليون يورو.

في يورو 2016 تألق غريزمان، حيث سجل 6 أهداف وصنع هدفين لمنتخب فرنسا، وفي الآونة الأخيرة شهد أداؤه تطوراً كبيراً، خصوصا من الناحيتين المهارية والذهنية. في إحدى مباريات الدوري الإسباني عام 2005، حين كان غريزمان في عمر ال-14، ضمن تشكيلة فريق الشبيبة “ريال سوسيدا”، وبعد انتهاء المباراة أهدى زين الدين سرواله لغريزمان، بعد أن أصر الآخر على طلبه منه. فهل يستطيع “غريزو” في سن ال-27 أن يرد لزيدان هديته، وأن يقود فرنسا بعيداً نحو كأس العالم في روسيا؟

+ -
.