مواجهات عنيفة في الجولان بين الجيش السوري والمعارضة

وقعت منذ فجر أمس مواجهات عنيفة قرب بلدتي الحميدية والصمدانية في ريف القنيطرة في الجولان، بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، بعد أن بدأ الجيش هجوما لإعادة السيطرة على المنطقة المحاذية للشريط الفاصل مع الجولان المحتل، ما أدى إلى مقتل أربعة من المعارضة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقال مصدر أمني سوري «إنّنا نعمل للتقدم باتجاه الحميدية والصمدانية الغربية. وركائز عملنا الأساسية هي الغزارة النارية ضد مواقع المسلحين، ونُصرّ على تطوير عملنا في معركة كر وفر كهذه لإضعاف قدرة المسلحين على البقاء والسيطرة وتشتيت جموعهم، وبالتالي دخول قواتنا إلى تلك البلدات والتثبيت فيها».

إلى ذلك استمرت أمس هجمات الكر والفر في مدينة عين العرب الكردية شمال سورية، من دون أن يتمكن أي من طرفي القتال، تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) و «وحدات حماية الشعب الكردي»، من تحقيق تقدم بارز على حساب خصمه. لكن التنظيم بث شريط فيديو يُظهر استيلاءه على معدات عسكرية ومساعدات أخرى ألقتها الطائرات الأميركية بالمظلات لمساعدة الأكراد في الدفاع عن مدينتهم المحاصرة.

وتزامن ذلك مع ارتباك واضح داخل الحكومة التركية بعد يوم من إعلانها الموافقة على عبور مقاتلين من «البيشمركة» من إقليم كردستان العراق إلى عين العرب عبر الأراضي التركية، في خطوة مفاجئة بدا أنها جاءت بعد ضغط كبير مارسته الإدارة الأميركية على الرئيس طيب رجب أردوغان. وقال وزير الخارجية التركي مولود شاوش أوغلو أمس إن المشاورات ما زالت جارية في شأن السماح لـ «البيشمركة» بالعبور، معدلاً بذلك تصريحات أدلى بها قبل يوم واحد وأعلن فيها السماح بمرورهم إلى عين العرب. ويرتبط الارتباك التركي، كما يبدو، بحقيقة أن هؤلاء المقاتلين الأكراد هم من حزب الاتحاد الديموقراطي الذي تعتبره أنقرة إرهابياً وأن التعاون معهم يعني عملياً التعاون مع حزب العمال الكردستاني الذي يرفض إلقاء السلاح على رغم مفاوضات السلام التي جرت مع أنقرة خلال السنوات الماضية.

في غضون ذلك، حققت المعارضة السورية تقدماً في ريف درعا بجنوب البلاد وسيطرت على مواقع للقوات النظامية في بلدة أم المياذن، كما حقق «داعش» تقدماً على قوات النظام في حي الصناعة في دير الزور.

وأعلن «المرصد» في تقرير أمس أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 210 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية » على قرى وبلدات ومدن سورية، «خلال أكثر من 36 ساعة منذ منتصف ليلة الأحد – الاثنين».

وعدد «المرصد» 138 غارة وقعت منذ منتصف ليلة الاثنين – الثلثاء «استهدفت منطقة الحواش بسهل الغاب، وريف حماة الشرقي، ومناطق في بلدت اللطامنة وكفرزيتا ومورك وقريتي معركبة ولطمين بمحافظة حماة، ومناطق في مدينة دير الزور وأطرافها، وبلدات نصيب وجلين والجيزة وأم المياذن والطيبة واليادودة بريف درعا، وأم باطنة ورويحينة ومناطق أخرى في ريف القنيطرة، وزبدين وزملكا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، ومناطق في حي جوبر بدمشق، وأماكن في منطقتي أرمنايا وبسيدا بريف إدلب». كذلك أشار إلى أن طائرات النظام الحربية نفّذت خلال نهار أمس «ما لا يقل عن 60 غارة في محافظات حماة وحلب وريف دمشق ودرعا وإدلب ودمشق». كما عدد «المرصد» غارات مماثلة نفّذتها مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة ضد مناطق مختلفة في عموم البلاد.

على صعيد آخر، قدّر مكتب «اي أتش أس» الاستشاري الأميركي الإنتاج النفطي لتنظيم «الدولة الإسلامية» بحوالى 800 مليون دولار سنوياً، أي ما يوازي مليوني دولار في اليوم. وأعلن المكتب في بيان أن «المجموعة الإرهابية قادرة على تحقيق عائدات كبيرة حتى لو انتجت حيّزاً صغيراً من الإمكانات النفطية في المنطقة الخاضعة لها، والبيع بأسعار متدنية في السوق السوداء».

وقدّر المكتب الأميركي أن التنظيم يسيطر على منطقة يبلغ إنتاجها 350 ألف برميل يومياً لكنه لا ينتج أكثر من 50 إلى 60 ألفاً. ولاحقاً يبيع إنتاجه في السوق السوداء بسعر يتراوح بين 25 و60 دولاراً (بمعدل 40 دولاراً)، أي أقل بكثير من الأسعار المعتمدة في الأسواق الدولية.

+ -
.