نتذمر ولكن لا نتغيّر!

Mona

تكبرُ بنا الحياةُ ولا يزال فيها  كلُّ يومٍ  لونٌ يختلفُ  عن بقيةِ الأيامِ وتتنوعُ حياتُنا بين المشاعرِ الإيجابيةِ  وبين المشاعرِ السّلبيةِ  بين رغبتِنا بالحياة ِوبين تذمُرِنا من الحياة.ِ

  التّذمرُحالةٌ نفسيةٌ  تنعكسُ انعكاساً سلبيًا على صاحبِها  وتعرقلُ تقّدمُه في مجالِ عملِه و حياتِه  بشكلٍ عامٍ. فالّتذمرُ المستمرُّ من العملِ والبيئةِ  يحطِّمُ معنويات صاحبِه  ويجعلُ أيامَه مقلقةً تعيسةً لا تُحتملُ  حيث يسقط تذمّره على أفرادِ أُسرتِه بسبب هذه  الظروف.

 لماذا نتذمّر دائماً على حياتِنا ما دام  نحن السّببُ في إسعادِها وتعاستِها؟ لماذا نتذمّر ونُسقط أخطاءَنا على الآخرين  وفي أيدينا   نحن فقط نستطيع أن نحّولَ المشاعرُ السلبيةُ الى  المشاعرِ الإيجابيةِ.

هل يحق لنا التّذمر من حياتنا؟

من   بيوتِنا، مدارسِنا، أماكن عملنا، علاقاتُنا مع أطفالِنا، تطلعاتنا، أحلامنا، عاداتنا وتقاليدنا!!

نتذمّر ونشتكي ونغضبُ دائماً  نحجمُ أفكارَنا ولا نحاولُ تحسينَها

نتدخّلُ بأمورٍ  ومشاكلَ الغيرِ لا نحترمُ أنّ لكلٌّ ظرفه الخاص وننسى مشاكلنا التي يجب أن نعالجَها بهدوءٍ وتريثٍ  دون ضغط .

نرفعُ أصواَتنا عالياً لفضحِ الآخرين ونهمسُ عندما نُخطئ أو نقصّر بشيء ما.

نواجه التجديَد والتحديثَ ونقفُ ضّد كل شيء جديد ونعتبره خروج عن القاعدةِ.

نصرخُ ونهاجمُ ونلعنُ ونهّددُ ونتراجعُ عمّا قلناه في لحظاتِ غضبٍ.

أبناؤنا يتراجعون دراسياً وأخلاقياً،  فكرياً وأدبياً، ونظل نتفرّجُ  عاجزين عن الحلِّ، ونستغربُ لماذا وصل أولادُنا إلى هذه المرحلةِ من عدم المسؤوليةِ والاحترام والأدبِ والأخلاقِ.

الفضائيات والانترنت تحطّمُ حياتَنا وأخلاقَنا  دون أنْ نشعرَ ودون أنْ نستنبطَ منها علاجاً لمشاكلنا.

نستخفُّ بقيّمِنا وعاداِتنا وتقاليدِنا  وننسى  أنّها الإرثُ الوحيدُ  الذي سنهديه لأولادِنا لاستمرارِهم بالحياةِ بشكلٍ محترمٍ.

نعرفُ أنّ أولادَنا  يتلفظون بألفاظٍ ومصطلحاتٍ دسّها الآخرون بيننا وانغرست بعقولِنا وتفكيرِنا. فنحن نستنشقُ الهواءَ نفسَه ونشربُ الماءَ نفسَه ونتلّحفُ بسماءٍ واحدةٍ ونُدفن في ترابٍ واحدٍ.

لماذا لا نتغيّر ونسعى للتغيير بدلاً من التّذمرِ المستمرِ   والشكوى المستمرة؟

..لماذا لا نفكرُ كما يفكرُ الآخرون   بمستقبل أبنائِهم وأحفادِهم،  يخططون لهم  لأعوامٍ عشرةٍ قادمة بينما نحن نفكرُ  بمشاكلٍ  سابقةٍ ونستعيدُها كلُّها ونكررها!!

كل ما ذكرتُه هو التّذمرُ  نفسُه ولكنّني أردتُ أنْ أُظهرَ الصورةَ الواقعيةَ التي نعيشُها، نحن نعيشُ حالةً من عدم ِالتّوازن وعدم الاستقرار.

علينا أنْ نعي هذه الأمور التي بالفعل كلّنا نعاني منها ولكنّنا نمضي  على نفسِ الطريقِ. رغم التّذمر كلنا نستمرُ بالمعاناة نفسِها ولا يجرؤ أحدُنا على التغيير ِخوفا من الانتقاد…

تعليقات

  1. ان ينطلق كل فرد من نفسه نحو الافضل
    ويجد الدعم العائلي هذه هي اهم معادله
    رغم كل العراقيل والصعوبات التي تواجهنا من بيئتنا
    المحيطه .
    في النهايه لا يصح الا الصحيح رغم كل شيء

  2. لَنْ يُحقّقَ الله آمالنا .. ما لم يرجحْ ميزانُ أعمالنا !!!!….

  3. رائع صديقتي قمت بتصوير واقع تفكيرنا السلبي بدقة .
    التذمر هو نوع من التمرد البائس الذي يشدّ بنا إلى الخلف..وهو نوع من عدم القناعة..فما علينا سوى أن نتدرب لرؤية النصف المليان من الكأس

  4. صدقت زميلتي
    نحن نعير اهتماما كبيرا للمظاهر متجاهلين القيم التي اثبتت صلاحيتها في كل زمان ومكان
    ونعتمد على مقولة ” الكل هكذا”متغافلين عن كوننا نقترب من حافة الهاوية

التعليقات مغلقة.

+ -
.