نعمة أم نقمة

z

“ذاب الثلج وبان المرج” وأتت العاصفة وذهبت تاركة وراءها نعمة سماوية وفسحة بياض لعلَّها تغسل قلوبنا من أعباء الحياة.

فالجميع راقب بلهفة وتذكر مع تساقط رقائق الثلج ذكرياتٍ احتلت على نوافذ البيت جزءاً منَّا, أثناء انتظارنا للثلج.

وكانت لهفتنا كالطائرِ الفاقدِ لحنان الوالدة وفجأة ظهرت أمامهُ.

فالعامل المشترك بين الجميع في هذه العاصفة هو الجلوس في المنزل, بسبب نعمة الخالق التي حالت دون فتح الشوارع وحتى أبوابِ بعضِ المنازلِ.

فكانت فرصة لكثير من العائلات أن تجتمعَ مع بعضها البعض بعدَ أن فرقتها الظروف الاقتصادية القسرية التي نعاني منها جميعاً.

بالمقابل الكثير من الناس وكما لاحظتُ من خلال شبكات التواصل الاجتماعي قد تذمرت من قدوم العاصفة وشلل الحركة الذي سببتهُ, وكأنمَا في كلامهم اعتراض على نعمة ستحملُ لهُم محصولاً زراعياً لا بأس بِهِ وخاصةً وأننا مزارعون, وجزء من محاصيلنا يساهم في رفع الحالة الاقتصادية من الاكتفاء إلى الرفاهية إلى حدٍ ما.

وخلاصة القول:- هي فرصة سنوية لتقاربنا منْ بعضنا البعض وتجديد ذكرياتٍ قديمة ولمِّ شمل العائلة على المائدة, فدعونا نعيش اللحظة بحلاوتها ولنتركَ التذمر جانباً, فلا الثلجُ دائم ولا التعبُ ينتهي, والعمرُ زائل ولا تأتي اللحظاتُ كما نشتهي.

تعليقات

التعليقات مغلقة.

+ -
.