هجوم عنيف على روسيا بمجلس الأمن و”الكابوس” في حلب يتواصل

دي ميستورا يناشد أمريكا وروسيا بإنقاذ الهدنة في سوريا، داعيا مجلس الأمن إلى ضمان وقف الأعمال القتالية على الأقل لـ48 ساعة أسبوعيا. والدول الغربية تتهم روسيا بتصعيد التوتر، فيما يدعو بان كي مون “لوضع حد للكابوس” بسوريا.

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مجلس الأمن اليوم الأحد (25 سبتمبر/ايلول 2016) إنه ما زالت أمام الولايات المتحدة وروسيا “نافذة فرص محدودة ” لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي انهار مؤخرا في سوريا، محذرا من أن الثقة في نيتهما فيما يتعلق بحل الأزمة قد “انكسرت بشكل خطير “. وأضاف: “أريد أن أصدق، لأنني ما زلت مسؤولا أمميا ساذجا، أنهما يعنيان فعلا ما يقولان وأنهما يرغبان في العمل بالفعل”.

وتابع قائلا: “أنا أتساءل وأحثهما بالفعل بذل قصارى جهدهما لرؤية ما إذا كان بإمكانهما إنقاذ اتفاقهما والقيام بذلك فى اللحظة الأخيرة “. ودعا دي ميستورا مجلس الأمن إلى ضمان وقف الأعمال القتالية ضد المدنيين وإلى توقفات إنسانية لأعمال القتال لمدة 48 ساعة أسبوعيا وتنفيذ عمليات إجلاء طبي، مشيرا إلى وتيرة وكثافة الهجمات غير المسبوقة على شرقي حلب.

دي ميستورا طالب بهدنة 48 ساعة أسبوعيا.

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الكبرى إلى “بذل جهد أكبر لوضع حد للكابوس” في سوريا. وتساءل بان أمام الصحافيين فيما كان مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة التصعيد في حلب “إلى متى سيسمح جميع من لهم تأثير (في النزاع السوري) باستمرار هذه الوحشية؟”.

 ودعا الدول الـ15 الاعضاء في المجلس الى “التحرك بعزم”. وندد بان باستخدام قنابل قوية جدا تستطيع تدمير ملاجىء او مستشفيات اقيمت تحت مبان في حلب، مذكرا بأن “القوانين الدولية واضحة والاستخدام المنهجي ومن دون تمييز لأسلحة في مناطق مكتظة هو جريمة حرب”. واعتبر أنه باستخدام هذه القنابل البالغة القوة، “فإن العنف بلغ درجات جديدة من الهمجية” في حلب.

فيما تستمر معاناة المدنيين في حلب…ينظر العالم دون أن يحرك ساكنا!
أما الدول الكبرى وخاصة منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فقد ألقت باللائمة على روسيا في التصعيد الأخير للعمليات القتالية لاسيما في مدينة حلب شمالي البلاد. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، “بدلا من السعي إلى تحقيق السلام تشن روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد حربا”، مضيفة “حتى في الوقت الحالي، سنواصل البحث عن أية وسيلة ممكنة لاستعادة وقف القتال، لكن بالمنطق: وقف الأعمال العدائية من جانب واحد لا يمكنه التماسك”.

وقال ماثيو رايكروفت، مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة “إنها تصرفات روسيا هي التي أطالت أمد الصراع، ومددت المعاناة، يجب علينا الآن أن نقرر ما يمكننا القيام به لفرض وقف فوري لقصف حلب وغيرها من المناطق المدنية في سوريا”. فيما قال فرانسوا ديلاتر، المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة “هل تعتقد روسيا أن بإمكانها إيجاد الثقة والمصداقية مع شركائها من خلال التفاوض على وقف الأعمال العدائية من جهة ، ودعم النظام، الذي يقصف حلب، من الجهة الأخرى؟”

في غضون ذلك، تتواصل الأعمال القتالية في حلب، حيث أوقع القصف على المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية 124 قتيلا على الأقل، بينهم 25 الأحد، بحسب آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. ومن هؤلاء 19 طفلا على الأقل قتلوا تحت انقاض منازلهم التي دمرها القصف الجوي، حسب المصدر ذاته. فيما قالت مصادر في مديرية صحة حلب الحرة التابعة للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أكثر من 90 شخصا قتلوا اليوم الأحد جراء حوالي مئة غارة شنتها الطائرات الحربية والمروحية الروسية والسورية.

+ -
.