وجهة نظر اتجاه ما استجد في الجولان – د. علي أبو عواد

 

Ali-AbuAwad

لانبالغ إن قلنا بأن الموقف الشعبي الرافض لتشريع انتخابات المجالس المحلية الإسرائيلية في الجولان بقوته واتساعه وشمله لكل الطيف الجولاني، بعد سنوات الشرذمة حد الاحتراب ، وفي أجواء من الشعور بالهزيمة والإحباط نتيجة ما يجري في الوطن السوري خصوصاً، والعربي عموماً ، والذي كان لظاهرة الحراك الشبابي الوليدة المباركة الفضل في ابداع أدواته، الأمر الذي يعطي لقضية المواجهة مع الاحتلال دلالة الديمومة من جيل لجيل ، يعطي الامل والثقة بقدرة مجتمعاتنا على النهوض بعد توهم المتوهمين بأنها باتت في حالة موات ، في استعادة الموقف الجولاني الرافض لقرار الضم وفرض الجنسية الإسرائيلية الذي أخذ شكل العصيان المدني عام 1982 باضراب شعبي كان الأطول في تاريخ سوريا الحديث، ليخرج الجولان المحتل وجماهيرنا العربية دون مبالغة من حالة اليأس وانعدام الآفاق التي تلت اجتياح لبنان وإسقاط أول عاصمة عربية بعد القدس …
بقدر ما حققته التجربة من أمل فهي مازالت معرضة للانتكاس مع كل مايشكله من ارتدادات خطيرة اذا لم يتم تدعيمه بثابتتين أساسيتين ؛
_جعل وحدة موقفنا الوطني على أرضية مانتعرض له من مخاطر في الجولان المحتل أولية قصوى على كل ما يفرق اتجاه ما يجري في الوطن ، وتحويل التحالف بين المعارضة والموالاة إلى تحالف استراتيجي مع حق الحفاظ على التميز لكل طرف وبذات القدر ، كما كان شأنه قبل ماعصف بالوطن من أحداث وماسبقها من محاولات إستغلال أوصلتنا إلى ما وصلنا اليه، وما كان يمكن أن ينتهي بصراع دموي يصعب ردمه في واقع احتلال قادر على دس الفتن وإشعال نيرانها !
في هذا أضيف بأن أية نوايا مبيتة لجعل هذا التحالف وقتيا والارتداد عنه سيدمر أية إمكانية لوحدة الموقف في واقع احتلال سيطول إلى أمد لا يعلم مداه سوى الله !
_ الإصرار على إسقاط كل مفرزات مؤامرة ما سمي بانتخابات  تم فرضها بالقوة العسكرية ، لأنه في حال تم القبول والتعامل مع ماانتجته من وقائع من قبلنا كجولانيين فإن الأمر سيشجع الكثيرين من اصحاب النفوس الضعيفة إلى إعادة تجربة الترشيح والانتخاب في القادم والمضي في الأمر للنهاية دون أن يردعهم رادع  !

تعليقات

  1. نأمل منك دكتور ان تكون معارض مقبول على الناس في هذه الظروف . معارض بدون ان تستعمل الفاض بذيئه ومهينه بحق النظام الاغلبيه العظمى في الجولان ترفضها وتعتبرها لا تخدم مجتمعنا وسمعتنا ومستقبل اجيالنا ؟
    المعارضه شئ صحي في كل مؤسسه وحكومة ولكن ليس على طريقتكم بالسب والشتم والتخوين؟؟!!
    ارجو ان نسعى كما ذكرت على التنوع في الاراءولكن بشكل حضاري وبناء ..!!

    1. أن كنت ياصديقي قد مارست النقد اليأس الاستبداد الذي اوصل الوطن بشرا وحجرا إلى ما وصل إليه في الوقت الذي لم أتخلى عن شدة الموقف اتجاه الاحتلال ومشاريعه فإني لم أمارس التحريض والشتم والاعتداء وتحليل دم المختلفين معي من ابناء منطقتي والذين كنت ومازلت أنظر إليهم حلفاء في مواجهة الاحتلال رغم كل ما بدر ويبدر من بعضهم اتجاه واتجاه غيري من معارضيهم ..
      هذه المسلكية المريضة لم تبدأ اتجاهي واتجاه رفاقي اليوم بل بدأت منذ اليوم الأول للاحتلال باتهام رفاق الكفاح خلف القضبان بتشكيل الجبهة الشعبية لتحرير سوريا ،،، لا بل الأمر من ذلك استعداد هؤلاء لاتهام بعضهم بالخيانة والعمالة لدى أبسط خلاف …!
      للتذكير فقط فإن هذه الذهنية التي جعلتها حمى الأسد او لا احد تمارس الهجوم السافر علي في وقت فتحت الأذرع لكل عميل وانتهازي ونصاب ومنافق هي من ساهمت في ما وصلنا اليه فيجب أن لانقلب الحقائق اذا اردنا كحراك وطني نعيش أضعف حالاته الصمود امام مستقبل لا يعلم مداه الا الله ..
      علينا أن نعترف اننا بحاجة لبعضنا في تحالف صادق على أرضية أولوياتنا الجولانية للصمود امام الاحتلال مع الحفاظ على تمايز الرأي بذات القدر ودون ذلك فلاامل لنا بالحفاظ على شيء !
      لك وأصدقائك في موقفك احترامي وتقديري

  2. اخ علي احترمك لشخصك الذي عرفتك به طبيب محترم تخرجت من الجامعه السوريه وخسرناك في احلك الليالي التي كنا بحاجة كبيرة لامثالك فخذلتمونا. مع كل هذا نرحب بك بيننا وعسا ان تكون صادقا في عودتك فنحن رضعنا صفة التسامح منذ الولاده وتربينا عليها في مجتمعنا….. فاحرص على ما تربينا عليه…… راى خاص.

    1. مع احترامي لمرورك ورأيك صديق جوجو ياريت لوعرفتني مين حضرتك تنقدر نتحاور بشكل صريح ومجدي …
      على الاقل منذ وعيت السياسة والحياة مابحياتي اخليت موقع مع انو مابدعي لا سمح الله الامتلاك الحصري للصح ولا عدم الوقوع في الخطأ في واقع بالغ التعقيد ، ولكني على الاقل مازلت أصر على التمسك بماامنت به من قيم دون مهابة اوخشية من لائم اومغرض…
      ان اسهل أمر في الحياة ياصديقي هو السير مع التيار ، ولكن اصعبه واحقه هو التمسك بمايمليه الوجدان والضميروالمبدأ في مواجهة طوفان الانتهازية والتكسب والنفاق والاتجار بكل شيء …
      أن كنت تتكلم عن ساحة وطنية في الجولان فانا ماغادرتها ولن اغادرها ماحييت، اما أن كنت تبغي أمرا آخر فانا لم أقبل به في بداية العمر لاقبله اليوم بعد كل هذا الحجم من الدم والألم في ما تبقى من سنين قليلة من عمري !
      لك التحية والتقدير والشكر على مشاعرك الطيبه

  3. يا ليت الحراك الشبابي يأخذ بطريقه المخدرات والضياع وليقف وقفة ثبات ضده وضد العاملين عليه
    موقفنا ضد الإنتخابات شكل لنا نقطه فخر وعز لولد ولدنا
    فلنسجل وقفة ثبات جديده تنقذ الجيل الصاعد
    مع جزيل الاحترام لموقفك دكتور

  4. كلام قديم رنان وممل ,بلا أفكار جديدة , السؤال هو , هل سيكون ألأنسان العربي قادر على إنشاء إنتخابات يمتلكها يحددها ويؤسسها هو ؟. الفكر العربي دكتاتوري قبلي هو ما ورثناه ,وهو أيضاَ أستعمار ,علينا الخروج من هذا الوقت.

  5. للواقع والذكرى …
    نسأل الدائرين في فلك مشاريع الاحتلال ؛ لو لم تكن هناك نافذة دمشق التي قدم المناضلون عظيم التضحيات بمواجهة احتلال يعيش زهوة النصر ونظام ترك الدفاع عن الجولان ليؤبد كرسي السلطه ، من اجل إعادة فتحها ، والتي ناصبتموهم في بداية دربهم ، وناصبتمونا العداء كطلاب اصروا على حق الدراسة في وطنهم ، لتلجأوا بعد ذلك لارسال أبنائكم ، وهذا بالمناسبة حق لهم في وطنهم ، عدا عن ما حققه إرسال التفاح من وفرة مالية في السنوات الماضيه ،،، هذه الدمشق التي ينظر لها البعض كنظام للتملق كما حال البعض منكم في بعض المراحل ، حيث بمجرد عودتهم للجولان عادوا كما حليمة لعادتها القديمة ، بينما ننظر لها نحن المعارضين كوطن باقي بغض النظر عن عدائنا لسلطة زائلة ولو بعد حين …!
    لولا هذه الدمشق، ولولا استعادة امتدادنا الفلسطيني والعربي ، لو رضخ الجولان لمشاريع اردتموها منذ اليوم الأول للاحتلال ، وتروجون لها الان بالسر والعلن ، ماذا كان حال مجتمعنا الجولاني الصغير الذي لايعادل مجدل عدده السكاني سكان قرية كبيرة على كل الأصعدة ؟؟؟!!!

التعليقات مغلقة.

+ -
.