وسط صيحات استهجان، رئيس البرازيل المؤقت يعلن انطلاق فعاليات الاولمبياد

تعالت اصوات صيحات الاستهجان عندما اعلن رئيس البرازيل المؤقت ميشال تامر رسميا افتتاح العاب اولمبياد ريو ليلة الجمعة.

وبدأ كثير من الحاضرين بالصياح استهجانا لتامر الذي تولى الرئاسة عقب تعليق ولاية الرئيسة المنتخبة ديلما روسيف بنية محاكمتها.

وما ان انهى تامر كلمته حتى اطلق منظمو حفل افتتاح الاولمبياد الالعاب النارية بقصد التغطية على صيحات الاستهجان.

ويتهم مؤيدو روسيف تامر بأنه جزء من مخطط يستهدف الرئيسة المعلقة ولايتها.

وكانت دورة الالعاب الاولمبية 2016 في ريو دي جانيرو افتتحت رسميا عقب احتفال كبير اقيم في ستاد ماراكانا الشهير.

وحضر الحفل الذي يستغرق 4 ساعات آلاف المشاهدين اضافة الى العشرات من رؤساء الدول والحكومات.

وبدأ الحفل باستعراض للالعاب النارية وعرض راقص شارك فيه الآلاف يروي قصة نشوء البرازيل تلاه استعراض الفرق المشاركة في الاولمبياد.

ودارت الفعاليات التي تضمنها الحفل حول موضوعي السلام العالمي والبيئة.

ويشارك في فعاليات الدورة رياضيون من 206 دولة اضافة الى فريق يمثل اللاجئين للتنافس في 28 رياضة مختلفة يشاهدهم متفرجون يقدر عددهم بالمليارات حول العالم.

وكانت فضيحة المنشطات الروسية وانتشار فيروس زيكا والقضايا المتعلقة بالأمن والبنية التحتية والملاعب في ريو قد طغت على الفترة التي سبقت افتتاح الدورة، ولكن آن الأوان لتتصدر الرياضة مسرح الاحداث.

وهذه هي الدورة الأولمبية الـ 31 ولكنها في واقع الحال الدورة الـ 28 التي تقام فعلا، إذ ان دورات 1916 و1940 و1944 الغيت لانشغال العالم بالحروب.

متى تنطلق الدورة ؟تجرى دورة ريو الاولمبية – وهي الاولى التي تستضيفها قارة أمريكا الجنوبية – رسميا في الفترة بين 5 و21 آب / اغسطس، ولكنها في حقيقة الأمر انطلقت فعلا قبل ذلك بيومين ببدء مباريات بطولة كرة القدم للسيدات.
ويقدر عدد الذين يشاهدون حفل الافتتاح – الذي استغرق اعداده 5 سنوات ويشارك فيه 300 راقص وراقصة و5 آلاف متطوع و12 الف زي – من خلال شاشات التلفزيون نحو 3 مليارات مشاهد.

وتشارك في استعراض حفل الافتتاح كل من العارضة البرزيلية الشهيرة جيزيل بوندتشين والممثلة البريطانية جودي دينتش قبل ان ينطلق استعراض الفرق المشاركة.

من سيشارك ؟يشارك في فعاليات الدورة 10,500 رياضيا ورياضية يمثلون 207 فريقا بمن فيهم فريق اللاجئين. وتعد هذه الدورة الاولى التي تشارك فيها فرق من كوسوفو ودولة جنوب السودان.

وسيتنافس فريق تحت العلم الاولمبي ويضم 10 اعضاء، خمسة من جنوب السودان واثنان من سوريا واثنان من جمهورية الكونغو الديمقراطية وواحد من اثيوبيا.

ويعد الفريق الامريكي باعضائه الـ 544 اكبر الفرق المشاركة في الاولمبياد، فيما يبلغ تعداد فريق دولة توفالو الواقعة جنوبي المحيط الهادئ رياضيا واحدا فقط هو عداء المئة متر ايتيموني تيمواني.

وستكون دورة ريو هي الاولى التي يشارك فيها رياضيون ولدوا بعد عام 2000، اصغرهم سنا هي السباحة النيبالية غاوريكا سينغ التي لا يتعدى عمرها الـ 13 ربيعا.

ماذا عن روسيا ؟غطت ازمة المنشطات التي تفجرت في روسيا على الفترة التي سبقت انطلاق الدورة، وذلك بعد صدور تقرير عن وكالة مكافحة المنشطات العالمية قال فيه إن السلطات الرسمية الروسية هي التي تتبنى برنامج استخدام هذه المواد في اوساط الرياضيين الروس.

وبدا في المراحل الاولى انه لن يسمح لأي رياضي روسي بالمشاركة في الاولمبياد بعد ان اوصت الوكالة بحرمان روسيا من شرف المشاركة، ولكن اللجنة الاولمبية الدولية قضت بأن المسؤولية عن ايقاف اي رياضي يجب ان تكون حكرا على الاتحادات الرياضية الدولية المعنية.

وفي يوم الخميس، برأت اللجنة الاولمبية الدولية ساحة 271 من الرياضيين الروس (من 389 رياضيا روسيا كانوا ينوون المشاركة) وسمحت لهم بالمشاركة في العاب الدورة. ولكن قائمة المنع ما زالت تشمل 67 من لاعبي الساحة والميدان الـ 68.

هل هناك مشاكل أخرى ؟هناك العديد، فالبرازيل تمر في أزمة سياسية طاحنة وركود اقتصادي، واستقبلت الشعلة الاولمبية لدى وصولها الى ريو دي جانيرو يوم الاربعاء بمظاهرات احتجاج واستنكار.

ويدعي احد فريق مصارعة الجيجيتسو النيوزيلندي انه اختطف في ريو، فيما انتقد الاعلام الصيني الرسمي اجراءات الامن – او غيابها بالاحرى – بعد ان سلّب لصوص عضوات في فريق المبارزة الصيني وعثر اعضاء في فريق الرماية الصيني على “مدفوعات غير مخول بها” في بطاقات الائتمان العائدة لهم.

واستقدمت البرازيل 85 الف عنصر أمن من 55 دولة لضبط الموقف سينتشرون في كافة المرافق الاولمبية والقرية الاولمبية والمطارات والطرق الرئيسية – وهو عدد يمثل ضعف عدد عناصر الامن الذين عملوا في دورة لندن 2012.

ومن المتوقع ان يحضر فعاليات الدورة نحو نصف مليون زائر، ويقول المنظمون إن اكثر من مليون من البطاقات الـ 7,5 مليون لحضور الفعاليات لم تباع بعد.

وهناك مشكلة زيكا…تقع البرازيل في قلب أزمة انتشار فيروس زيكا الذي ينتشر بواسطة البعوض ويمكن ان تؤدي الاصابة الى الى تشوهات خلقية في المواليد.

وتعد الاصابة بالفيروس من الخطورة بحيث اوصت منظمة الصحة العالمية النسوة الحوامل بتجنب السفر الى البرازيل لحضور الدورة الاولمبية.

ولكن، والحقيقة تقال، ان اعداد البعوض تنخفض الى حد كبير في البرازيل في شهر آب / اغسطس (وهو شهر شتوي في نصف الكرة الجنوبي). ولذا أوصت المنظمة في حزيران / يونيو بعدم الغاء الدورة او نقل مكان اقامتها.

ولكن توصية منظمة الصحة العالمية لم تقنع العديد من الرياضيين، منهم عدد من كبار لاعبي الغولف والتنس، بالمشاركة في الدورة.

ولكن ماذا عن الفعاليات الرياضية ؟ستجري المنافسات في 32 ملعبا وموقعا رياضيا في ريو، كما ستجرى بعض مباريات كرة القدم في مدن بيلو هوريزونتي وبرازيليا وماناوس وسالفادور وساو باولو.

ومن السباقات الـ 306 التي ستشهدها 28 رياضة مختلفة في الدورة، يجمع كثيرون على ان اهمها واكثرها اثارة هو سباق عدو 100 متر للرجال الذي سيشارك فيه اسرع رجل في العالم الجامايكي اوسين بولت.

ويسعى بولت الى تحقيق ثالث ثلاثية، إذ يحاول الفوز بسباقات الـ 100 متر و200 متر و4X100 بريد للمرة الثالثة، ومن المرجح ان تكون المنافسة الشديدة بينه وبين غريمه اللدود الامريكي جاستين غاتلين احدى اهم العناوين الرئيسية للدورة بأسرها.

كما يسعى السباح الامريكي مايكل فيلبس – الفائز باكبر عدد من الاوسمة الاولمبية في التاريخ – الى الفوز بالمزيد من الاوسمة ليضيفها الى الاوسمة الذهبية الـ 18 التي فاز بها في الدورات السابقة.

وقد تتمكن لاعبة التنس الامريكية سيرينا وليامز من الفوز بخامس وسام ذهبي، بينما يهدف فريق كرة السلة الامريكي الى الفوز بذهبية ثالثة.

اما نجم كرة القدم البرازيلية نيمار، فسيحمل على كتفيه ثانية آمال البلد المضيف في الفوز بالوسام الذهبي في كرة القدم للرجال.

+ -
.