وطن مسروق

اغتالتني فكرة عن وطن مسروق بالأمس..

تلاشت من ملامح شمسهِ

بقايا ضياء الشمس…

تراب معجون بالدم

صراخ.. نهنهات.. وهمس..

 

رضيع يبكي نَهْديّ أمه..

وأم تدفن من رِجالها آخرهم.

وجوع رجل عضته الذئابْ..

ولحيةُ ناسك غطاها التراب..

وتوت بري حامض بطعم النفط.

وياسمين رمادي..

وكَهنة بلا رِقاب.

ورب نسي طعم المغفرة..

وباتت أقدارهُ عقاب وعقاب..

إرهاب يتلوه إرهاب..

وعجوز هتكو سُترتها

أحرقوا جلبابها والنِقاب..

هتكوا هيبة الشيب في رأسها، وخطوط وجهها..،

بلا ارتياب

 

اغتالتني بالأمس فكرة عن وطن

أمست لياليه ببرودة المقابر

ولم تعد الجثث الزرقاء تأبه لجحر في المقابر

ولم تعد السماء تأبه من المغدور، من الذابح من الغادر!!

وأرواح مكتظة برائحة العقم..

وأشباح

وطائفية، ودين،

وجهاد.. بإسم رب العباد

ووطن من بين أصابعنا ينساب، وطن يتيم

عابر

كطير الوروار وطني

حزين

مقهور

وصابر

اغتالتني بالأمس فكرة عن وطن… عن طفولة أُحرقت على موائد أصحاب الكروش..

عن قضية بيعت بدنانير ودولار وقروش

وأسماك سردين صغيره تأكلها القروش..

وإذاعات تحبك قصصا لنا، وعنّا، بوجه بشوش..

وبين مع.. وضد ومؤثرات، وقناصات ورشوش..

ضاعت القضية

وبين داعش والجيش الحر ضاعت الهويه..

وانسرق الوطن..

 

(لك أخ يا وطن.. غشوك بطيبتن، وطلعت مغشوش!!)

+ -
.