10 جوائز أوسكار لم تعد موجودة

منذ أن بدأت جائزة الأوسكار، كحدث سنوي يكرم أبرز الإنجازات السينمائية، عام 1929، ولم تستقر على شكل واحد، تغيرت فروع الجوائز وعدد المرشحين عشرات المرات خلال عدة عقود، ولازال هذا التطوير والتغيير مستمراً حتى الآن، يتم استحداث جوائز بسبب تطور الزمن، أو إلغاء أخرى لأن الحاجة إليها لم تعد موجودة.

قبل خمسة أعوام فشل فيلم كـ Dark Knight في الترشح للأوسكار رغم قيمته السينمائية واتفاق النقاد والجمهور حوله، الانتقادات كانت واسعة، والنقاشات لم تتوقف، ما دفع في النهاية لزيادة عدد المرشحين في فئة أفضل فيلم لـ10 على الأكثر في العام التالي مباشرة.

وفي عام 2001 تم استحداث جائزة أفضل فيلم كرتوني بعد التطور المذهل الذي جرى في الأفلام الرسومية، وبعدها بعام كاد الإنجاز المذهل لإندي سركيس في دور ‘سميجل’ بفيلم Lord of The Rings: The Two Towers لاستحداث جائزة لأفضل أداء CGI، وهو ما لم يلقَ قبولاً كافياً نظراً لندرة تلك الأدوار ولكنه ظل أمراً مقترحاً ومن المتوقع حدوثه مستقبلاً.

المؤكد أن فروع الجائزة تتغير مع الزمن ومع تطور السينما ذاتها، وفي هذا الموضوع نتناول 10 جوائز أوسكار تم إلغاءها لأن الزمن قد تجاوزها بصورةٍ أو بأخرى، وذلك مع اقتراب موعد الحفل السنوي للجائزة:

(1) أوسكار أفضل ممثل صغير (Academy Juvenile Award):

لقرابة الثلاثة عقود، بين 1934 و1960، كانت تلك الجائزة واحدة من جوائز الأكاديمية، تمنح للممثلين الصغار الذين تميزوا في أدوار سينمائية، وذلك لقناعة في ذلك الوقت أنه من غير العدل أن يتنافس الصغار والكبار في ذات الفئة، وكان تمثال الأوسكار لتلك الجائزة أصغر حجماً من التمثال الأصلي.

مع تطور الزمن، وظهور أداءات رائعة رغم أن أبطالها لازالوا أطفالاً، ثم فوز الممثلة «باتي داكي» بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم The Miracle Worker وهي في عمر الـ16 فقط، وجدت الأكاديمية أنه لا معنى للإبقاء عليها، وأن الأطفال يمكنهم منافسة الكبار في الفئات التمثيلية العادية.

(2) أوسكار أفضل مساعد مخرج (Best Assistant Director):

خلال 3 سنوات فقط تم منح تلك الجائزة بين أعوام 1934 و1937.

كانت تقديراً للأدوار العملية الضخمة التي يلعبها مساعد المخرج في عملية صناعة الفيلم، قبل أن يدرك الجميع أن الأدوار تداخل جداً بين عدد كبير من مساعدي المخرج، ويصعب على المشاهد العادي تحديد الوظائف باعتبارها أمر غير مرئي على الشاشة على عكس كل الجوائز الأخرى، ليتم إلغاءها.

(3) أفضل موسيقى أصلية أو كوميدية (Best Original Musical or Comedy Score):

جوائز الموسيقى هي أكثر ما تم تبديله والتغيير في قواعده عبر سنوات الأكاديمية، وفي منتصف التسعينات، بين أعوام 95 و98 تم ابتكار تلك الجائزة ليصبح هناك ‘أفضل موسيقى درامية’، و’أفضل موسيقى أصلية أو كوميدية’، ولم تصمد لوقت طويل، خصوصاً مع اعتراض المتخصصين على تلك المسميات، فتم إعادة دمجهم في جائزة «أفضل موسيقى» فقط.

(4،5،6) تغييرات الفيلم القصير (Best Short Subject):

منذ عام 1929 وحتى عام 1974 مرت فئة ‘أفضل فيلم قصير’ بتغييرات عديدة.

في مطلع الثلاثينات كان هناك تقسمياً لـ’أفضل فيلم قصير كوميدي’ و’أفضل فيلم قصير درامي’.

في منتصف الثلاثينات، ومع بداية انتشار الألوان في السينما، تم إلغاء التصنيف السابق، وصار التصنيف هو ‘أفضل فيلم قصير مُلوّن’ و’أفضل فيلم قصير أبيض وأسود’.

وبالتوازي مع ذلك كانت الجائزة مقسمة لـ’أفضل فيلم قصير من بكرة واحدة’ و’أفضل فيلم قصير من بكرتين’، في إشارة إلى زمن الفيلم وما إذا كان أقل من خمس دقائق فيصور ببكرة خام واحدة أو أزيد من خمسة فيتم إنجازه ببكرتين.

مع الوقت لم تعد تلك التفصيلات ذات معنى، صارت الأفلام الملونة هي الصيغة الغالبة ولم تعد الأكاديمية مضطرة لتقسيم الفيلم تبعاً لعدد البكرات، خصوصاً مع زيادة مدة الأفلام القصيرة لتزيد عن الـ10 دقائق والبكرتين، ومع حلول عام 1974 تم الاتفاق على الصيغة الحالية: أفضل فيلم قصير – Live Action Short Film.

(7) أفضل قصة – Best Story:

في بداية ظهور الأوسكار لم تكن هناك صيغة واضحة لإنجازات الكتاب، في البداية كان الأمر مقسماً كـ ‘أفضل سيناريو’ و’أفضل قصة’، قبل أن يتم دمجهم لـ’أفضل كتابة’، قبل أن يعودوا للتقسيم بنفس الصورة من جديد.

عام 1940 تم تقسيم الجائزة الأولى لفئتين: ‘أفضل سيناريو أصلي’ و’أفضل سيناريو مقتبس’، وبقت جائزة ‘أفضل قصة’ على حالها، ولم تكن صفتها محددة، ولكن أقرب التعريفات هي منحها للأفلام ذات القصص المختلفة.

مع الوقت لم تعد لتلك الجائزة معنى، باعتبار أن القصة الجيدة بالتأكيد جزء من سيناريو جيد، ليتم إلغاءها في النهاية عام 1957.

8- أفضل تصوير بالأبيض والأسود – Best Cinematography, Black and White:

مع ظهور الجائزة كانت الأفلام بالأبيض والأسود، وكانت الجائزة هي ‘أفضل تصوير’ فقط.

مع بداية ظهور الألوان عام 1935.. استحدث جائزة أفضل تصوير لفيلم ملون كجائزة خاصة غير معتمدة، ولكن في عام 1939 ومع ظهور فيلم Gone with the Wind وفيلم The Wizard of Oz ووضوح الإنجازات البصرية الواضحة في التصوير الملون تم اعتماد الجائزة بشكل رسمي، وصارت الجوائز هي ‘أفضل تصوير لفيلم أبيض وأسود’ و’أفضل تصوير في فيلم ملون’.

واستمر الأمر كذلك حتى عام 1966، حيث أصبحت الأفلام الملونة هي الغالبة تماماً، ومن النادر أن يصور فيلماً بالأبيض والأسود، فتم إلغاء الجائزة، وأصبح المسمى هو «أفضل تصوير» بدون تصنيف حسب الألوان.

9- أفضل إنتاج فني وفريد من نوعه (Unique and Artistic Production):

منحت تلك الجائزة مرة واحدة فقط عام 1929 لفيلم Sunrise، للمخرج العظيم ‘ف.دبليو مورناو’.

منحت جائزة أفضل فيلم لـWings، بسبب أهميته الإنتاجية والسينمائية في حينها، وكان Sunrise هو آخر الأفلام الصامتة العظيمة، اعتقد القائمون على الجائزة حينها أن فيلماً فنياً بهذه القيمة يجب تكريمه، وفي طور التشكل الأول للأوسكار وُضِعَت جائزة بهذا المسمى العام «أفضل إنتاج فني وفريد»، وكرم بها ‘مورناو’ وفيلمه فقط، قبل أن يتم إلغاءها في العام التالي مباشرةً.

10- أفضل إخراج لرقصة – (Best Dance Direction):

في وقت شديد الكلاسيكية في هوليوود، يتم فيه التعرف على فن جديد كالـ’سينما’، والاقتباس بشكل مستمر من المسرح و’برودواي’ تحديداً كان هناك توجهاً لإضافة تلك الجائزة، لتكريم أفضل رقصات باعتبارها تحتاج تدريباً وإنجازاً مختلفاً عن بقية الفيلم.

متحت الجائزة لثلاث سنوات فقط بين أعوام 1935 و1937، وكان أبرز الفائزين بها هي رقصة ‘Drum Skit’ للأسطورة فريد أستير عن فيلم A Damsel in Distress.

قبل أن يتم إلغاءها بسبب نقاشات عديدة وصلت لأن تكريم الديكورات والإخراج جانباً منه هو تكريم لمصممي الرقصات ومؤدييها.

+ -
.