حبيبيتي – قصة قصيرة – محب للغة العربيـــ©ـــه

ي يوم من أيام الصيف
طرقاتٌ بالباب…
– تفضّـل…
– السَّلامُ عليكمْ.
– وعليكم السَّلامُ ورحمة الله. تفضلْ يا بنيَّ.
– شكرًا دكتور.
– مرحبا بك… تفضلْ بالجُلوس.
– المعذرة… ولكنّني… لا أدري كيف سَـ…
– لا بأس… لا حرجَ عليك. أهي أوّلُ مرّةٍ تستشيرُ فيها طبيبًا نفسانيًّا؟
– أجلْ… ولا أدْري كيف تكونُ الاستشارة.
– لا عليك. فقط أجبْ على سُؤالي كبداية: لماذا أنتَ هُنا؟ ممَّ تشكو؟
– أنا أعاني من حالةٍ غريبةٍ نوعًا مَّا. لستُ أدْري إنْ كانتْ مرَضًا أو طبيعةً من الطباع التي صارت تلازمني.
– كيف هي هذه الحالة؟ صفها لي.
– لقد فقدت الإحساس يا دكتور.
– عن أي إحساس تتحدّث؟
– عن الأحاسيس والمشاعر التي تنتاب الإنسان.
– كيف ذلك؟ أوضح لي أكثر من فضلك.
– لقد فقدت جميع أنواع الأحاسيس التي تملكتني من قبل. فأنا اليوم لا أشعر بالفرح ولا بالحزن، لا أشعر بالغضب ولا بالشفقة، ولا بالأمل ولا بالتشاؤم، ولا بالكراهية، ولا بالشوق ولا بالحنين، ولا… لست أدري هل هناك صفات أخرى لمشاعر بشريّة؟ إن وُجدتْ فأنا لا أتحلى بها.
– بماذا تشعر إذن؟ بالظلم؟ بالقهر؟ بالعار؟ بالفخر؟ بالخضوع لشيء ما؟ بالسيطرة على شيء ما أو شخص ما؟ بالتعب؟ بالراحة؟ يجب أن تشعر بشيء ما.
– صدقني يا دكتور. لا أجد أي شيء مما ذكرت في مشاعري.
– كيف ذلك؟… بماذا تشعر إذن؟ يجب أن تجد جوابا لهذا السّؤال، وأنت الوحيد القادر على إجابته: بماذا تشعر الآن؟
– بالحب يا دكتور …
– ماذا؟…
– نعم. أشعر بالحب لها… أشعر بأنّني بدونها أسبح في العدم…
– وهل هي تبادلك هذا الشعور ؟.
– لا أعلم, فهي غامضه ومنغلقه ألى أبعد الحدود. ولا أعرف لماذا !
– ممكن تكون قد نستك … وأنت توهم نفسك ببقايا حبها.
– حسنا، فهمتك. ولكنّني لم أفهم حالتي بعدُ… هذه الحالة التي أمرّ بها… حالة الفراغ.
– سوف تفهمُها بإذن الله. أنت مريض، ولن يأتيَ الشفاء بهذه السّرعة.
– لكنك تستطيع أن تفسّر لي كيف يفقد الإنسان مشاعره، أو تخبرني ما إذا كانت هذه الحالة مألوفة لديك أم لا.
– لا أريد أن أتسرّع في الاستنتاجات. يجب أن أكتشف سبب حالتك هذه.
– لست أدري. لا أجد سببا. لا أجد أمرا غير اعتياديّ في حياتي. أنا شاب عاديّ أعيش حياة عاديّة مثل معظم أبناء جيلي.
– بلى. هناك سبب يا بنيّ، فوراء كل شيء موجود علة لوجوده هي عبارة عن مرآة تعكس صورة جليّة لذلك الشيء…
– لم أفهم.
– لا عليك، ولكنّك ستعينني في البحث عنها.
– أنا؟ كيف ذلك يا دكتور؟ ماذا تقصد بالبحث عنها. عمّ سنبحث يا دكتور؟
– سنبحث عن المرآة.
– عن أيّة مرآة تتحدّث؟
– الماضي هو مرآة الحاضر والمستقبل. يجب أن أبحث عن أسباب مأساتك في المرآة التي تعكس ما يحدث لك الآن.
– وبماذا تنصحني ان أفعل ؟
– جوابي واحد لجميع من يعاني من بقايا قصة حب قديمه : أرسل لها رساله الى هاتفها النقال مكونه من كلمه واحده : “مرحبا” , وأنتظر الرد منها, فأذا ردت على هذه الرساله تأتي الى زيارتي مره ثانيه, وأذا لا فأعلم بأنك كنت وما زلت لعبة بين العابها, ولم تحبك أبداً.
– حسنا ً يا دكتور, سأطلب منك إرجاء بقية الحديث إلى الأسبوع القادم.

– كما تشاء. حسنا، إلى اللقاء…
– دمت في رعاية الله.

:-) to be continue

تعليقات

  1. ابداع .!
    متشوقة لقراءة التكملة ،والمزيد المزيد من تلك الكلمات التي تخطها اناملك بكل احساس ، احساس حقيقي!

  2. انا بالحفيقة اعجبة بها الشي وانا ما فيني،عبر عن هالشي لانو رائع كثييير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

.