غربة روحي \ عابرة طريق

ها انا عدت من جديد .. لقلمي الضائع.. برفقة قلبٍ تائه وروح متلفة .. برفقة ألمٍ مُزمِن ودموعٌ جافة .!

لِكَم أخذني الوقت وألهاني عن الكتابة .. ولكنني بلهفةٍ كبيرة استعدتُ إصراري واستجمعتُ قِوى قلبي وذاكرتي..لأرسم صورة قلبٍ مكسور .. حطّمه الزمن إلى قطعٌ متناثرة..مبعثرة.. وكأنها قطعٌ تكوّنت نتيجة حربٍ عالميةٍ سقط فيها آلافٌ من الجرحى ومئاتٌ من القتلى .. ومنهم من ضاع بين قتيلٍ وجريح.. وذهب مع المطاف.. واختفى.،!

لقد تركتكم مع إحدى مقالاتي “تفاؤل مجنون” .. وعدتُ إليكم مجدداً بخيبة هذا التفاؤل وفشلِهِ وعجزِهِ.. هذا التفاؤل المجنون الذي كان سبيلي الوحيد للوصول.!

وقد كان سلاحي .. كنت احارب بهِ بثقة.. بشجاعة.. بقوة.. فقد كان مصدر أمان داخلي.. كان يقودني لحل عقباتي.. واجتيازها بتمكُّن .. “كان” .. فعل ماضي ناقص.. وما نفعِهِ وما نفع التفاؤل إن “كان”.،؟! فهو كان ولم يعُد .. كان ومات .. كان ومضى ورحل من قاموس ذاكرتي..

وحتى إن عادَ.. سيعود بصفة “ضيفٌ” لا غير .. يزورني لساعات .. لايام ويغادرني كعادَتِهِ .. يتركني مع إشتياقي وحنيني وغربة روحي .. غربة روحي في تذكار ما خطّت يد القدر او يد انسان .. لتكون عقبة في حياتي .. لكي يكون هذا الحنين جزءٌ من قلبي .. يحتلّ تفكيري وعقلي.. يجبرني على الحياة في وهمٌ دائم .. يدفعني على التقدم بشلل وضعف .. أهمُّ بالبحث عن تفاؤلي الضائع واتسكّع كطفلٍ بريء يبحث عن أمه .. أبحث عنهُ بقلبٍ ما زال مكسورٌ .. وبدوري أستجمع بقاياه المتناثرة يومياً .. لعلّني أستريح من همّي .. من أفكاري التي تشغلني وتُطيل سهرتي .. تُمقِتُ ليلتي .. وتُضعِفُ إرادتي لدرجة الاحساس بالموت يحتكّٰ جسدي .. وسيخطفني من عن وسادتي .. ولن أعود .. سأكون عندها الظل المرافق وسأكفّ عن الاشتياق .. سأكون في الحياة بلا حياة .. بلا روح .. بلا ايًّ شيء حيّ.!

تعليقات

  1. أفرحتني عودتك ألى قلمك,
    بحثت طويلاً عن كتاباتك,
    لأتقاسم مشاعرك التي لطالما لامست قلبٍ مكسور .. حطّمه الزمن إلى قطعٌ متناثرة..مبعثرة..
    التفائل المجنون, لم يرحل من قاموس ذاكرتي.
    إن عادَ.. سيعود بصفة “حبيب” لا غير .. يزورني للأبد ولا يغادرني
    ولن أكف عن الأشتياق
    وسأكون في الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

.