قضية السلطان ابراهيم.. ليست مجرد أشخاص يريدون الصلاة
نبيه عويدات - 10\08\2011
تكررت خلال الشهر الأخير عمليات اقتحام مقام السلطان ابراهيم (ر) من قبل متشددين يهود بحجة الصلاة هناك، كان آخرها يوم أمس في محاولة مجموعة صغيرة دخول المقام للصلاة فيه، إلا أن المتواجدين في المكان تمكنوا من منعهم.

هناك نشاط متواصل في الآونة الأخيرة، لا يقتصر على مقام السلطان ابراهيم (ر) فقط. فيبدو أن جماعات ومنظمات يهودية متطرفة أخذت التنكيل بأهالي الجولان مشروعاً لها، وهو ما ينبئ بمفاجآت مستقبلية من هذا النوع.

فجمعية «رغفيم- للحفاظ على أرض الوطن»، اليهودية المتطرفة، تقوم بنشاط متواصل، وفي الظل، منذ أكثر من سنتين هدفه متابعة ما يحدث في قرى الجولان والضغط على المؤسسات الرسمية الإسرائيلية لتعطيل حياة الناس، على نمط ما يقوم به اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وذلك من خلال عملية تحريضية منهجية متواصلة تهدف إلى
تحريض المسؤولين وأصحاب القرار، والرأي العام الإسرائيلي، للقيام بإجراءات قمعية ضد الأهالي، تحت عنوان: "أهالي الجولان تمردوا على إسرائيل ويجب إخضاعهم".

تقوم جماعة يهودية متطرفة في السنتين الأخيرتين بمتابعة جميع أعمال البناء في قرى الجولان، وتقوم بالتحري عن كل بيت جديد، فيما إذا كان يملك رخصة عمار أو لا، وتقوم بالضغط من خلال الوسائل الـ «قانونية» على لجنة التنظيم وغيرها من المؤسسات الرسمية، وذلك لوقف العمار وربما استصدار أوامر هدم وغيرها.
هناك أشخاص تابعون لهذه الجماعة متواجدون على الأرض، ويقومون بمتابعة وتصوير كل بيت جديد يبنى ورصد كل عمل فيه وتوثيقه.

لقد قامت جمعية «رغفيم» بالتحريض على مشروع الوقف في مجدل شمس، وصل لحد تقديم شكوى قضائية
لدى المحكمة العليا الإسرائيلية، لإجبار السلطات على وقف المشروع بالقوة، وهذا ما أدى فيما بعد لاستدعاء لجنة الوقف للتحقيق وتهديدها إذا ما استمر المشروع، واستدعاء أصحاب الآليات الثقيلة التي عملت في المشروع وتهديدها بالحبس وحجز آلياتها فيما لو استمرت بالعمل فيه.

وقفت هذه الجمعية وراء مشروع مبنى «الحزوري» الذي شغل المنطقة العام الماضي، وهي التي دعمت المستوطن من خلال دعوى قضائية وصلت للمحكمة الإسرائيلية العليا لإجبار الشرطة الإسرائيلية على تأمين الحماية له لتمكينه من البناء.

هذه الجمعية حركت أيضاً قضية البيوت الملاصقة لخط وقف إطلاق النار في مجدل شمس بعد أحداث النكبة والنكسة.

آلاف الرسائل الإلكترونية اجتاحت الشبكة ومواقع التواصل الاجتماعي، ورسائل عادية وصلت صناديق البريد، بعد أحداث النكبة والنكسة، وحرضت بصورة قذرة على أهالي الجولان.

من الواضح أن عملية «السلطان ابراهيم» (ر) ليست مجرد أشخاص يريدون الصلاة، وإنما هناك عملية منظمة ومدروسة ومخطط لها من قبل جهة ما لافتعال أزمة، خاصة وأن هؤلاء أعلنوا في المرة الماضية بشكل صريح، أن هذا المقام هو «لولي صالح يهودي» اسمه «غيرشون»، وأن لليهود الحق في الصلاة فيه، وهي اسطوانة قديمة مألوفة شهدناها في فلسطين، تأتي مقدمة للسيطرة على مثل هذه الأماكن، وفي أحسن الأحوال تقاسمها مع أصحابها الأصليين.