هبوط أعضاء الحوض.. الأعراض والعلاج
50 في المائة من المسنات يعانين من ضعف الأنسجة والعضلات الرابطة
الشرق الأوسط -07\10\2013

دخل مرض «هبوط أعضاء الحوض»، أو «Pelvic organ prolapse» إلى دائرة الضوء الوطنية في الولايات المتحدة بعد أن بدا أن من الممكن أن تتسبب الشبكة الجراحية (surgical mesh) التي يجري استخدامها في بعض الأحيان للمحافظة على أعضاء الحوض في مكانها، في حدوث مضاعفات مثل: العدوى أو الألم أو مشكلات في البول، فضلا عن تكرار حدوث المشكلة الأصلية. ولذا يطرح السؤال: ماذا تفعلين إذا كنت تعانين من هبوط المثانة أو الرحم أو المستقيم؟
* حقيقة الهبوط تعاني 50 في المائة من النساء المسنات من ضعف الأنسجة والعضلات الرابطة التي تحافظ على بقاء أعضاء الحوض في مكانها، وهو ما يؤدي إلى تمددها بمرور الوقت حتى تهبط في المهبل. وفي بعض الأحيان، يهبط العضو بصورة كبيرة للغاية لدرجة أنه يمكن رؤيته خارج فتحة المهبل، وهو ما يصيب من 10 - 15 في المائة من جميع النساء، وفقا للدكتور جورج فليش، مدير قسم أمراض النساء وجراحة الحوض في مجموعة «هارفارد فانجارد ميديكال أسوشيتس» (Harvard Vanguard Medical Associates).

في العادة، لا يتسبب الهبوط البسيط للأعضاء في حدوث أي أعراض على الإطلاق، ولكن الأعراض الحقيقية تبدأ بمجرد هبوط العضو إلى المهبل بسبب ضعف جدار المهبل، وأحيانا ما يحدث هبوط لعدة أعضاء في وقت واحد. وتتضمن قائمة الاحتمالات حدوث فتق في المثانة (cystocele)، عندما تهبط المثانة أو تبرز خارج المهبل، أو الرتج الإحليلي (urethrocele) عندما يهبط مجرى البول، أو تدلي المستقيم (rectocele)، عندما يضغط المستقيم على الجدار الخلفي الضعيف للمهبل وهو ما قد يؤدي إلى بروزه خارج المهبل، أو هبوط الرحم (uterine prolapse)، عندما يسقط الرحم في المهبل وقد يبرز خارجه أيضا، أو هبوط جدار المهبل (vault prolapse)، عندما يهبط القسم الأعلى من المهبل إلى الخارج عند النساء اللاتي خضعن لجراحة استئصال الرحم.

يمكن أن تكون مثل هذه الحالات مفزعة حقا، ولكنها لا تمثل تهديدا على الحياة. يقول الدكتور فليش: «تتساءل المريضات ما إذا كانت أعضاؤهن ستهبط حتى الركبة أم لا، والجواب هو لا. لا تتطور مثل هذه الحالات بصورة سريعة، فعادة ما تستغرق عملية هبوط الأعضاء أعواما وليس أشهرا».

* الأعراض والعلاج يقول الدكتور فليش: «بالنسبة لحالات هبوط الأعضاء البسيطة نسبيا، ليس من الضروري القيام بأي شيء ما لم تكن تسبب الإزعاج المريض». يمكنك المساعدة في عدم تطور الحالة عن طريق تخفيف الضغط على الحوض، وهو ما يعني فقدان بعض الوزن إذا استلزم الأمر، وتجنب رفع الأشياء الثقيلة والسيطرة على الإمساك والإقلاع عن التدخين، حيث إنه يؤدي إلى السعال وزيادة الضغط على هذه المنطقة.

وبمجرد أن يصبح هبوط أعضاء الحوض أكثر وضوحا، قد تشعر النساء ببعض مظاهر عدم الراحة، مثل الشعور بوجود ضغط على الحوض وكأنه مثل الجلوس على كرة، أو بعض الإجهاد في الساق أو آلام في أسفل العمود الفقري أو الشعور بالألم أثناء الجماع. قد ينتج عن هذا الهبوط بعض المشكلات في وظائف الجسم، حيث من الممكن أن يتسبب هبوط المثانة أو مجرى البول أو الرحم في صعوبة التبول، بينما قد يؤدي هبوط المستقيم إلى حدوث مشكلات في التبرز.

تتضمن العلاجات غير الجراحية ممارسة بعض التمارين لتقوية عضلات الحوض واستخدام جهاز مصنوع من السيلكون يسمى فرزجة (pessary)، الذي يتم وضعه في المهبل للمساعدة في دعم منطقة الحوض. ولكن الدكتور فليش يؤكد أن الفرزجة: «لا يجري تركيبه دائما بشكل جيد، فضلا عن سقوطه في بعض الأحيان. في كثير من الأحيان، يؤدي استخدام مثل هذه الأدوات إلى حدوث تفريغ ورائحة كريهة، فضلا عن النزيف».

يمكن للعمليات الجراحية، سواء التي تجرى عن طريق المهبل أو البطن، أن تعيد الأعضاء إلى مكانها الطبيعي في الحوض. وحاليا يتم تنفيذ العلميات الجراحية التي تجرى عن طريق البطن غالبا من خلال إدخال أدوات صغيرة عبر فتحات صغيرة وضيقة في البطن، وهو ما يمكن القيام به أيضا عن طريق الاستعانة بالإنسان الآلي (الروبوت). وفي كلتا الحالتين، تجرى خياط العضو في مكانه.

* مضاعفات الجراحة تنطوي المضاعفات المحتملة لهذه العمليات الجراحية على حدوث التهاب في مجرى البول وغيره من الالتهابات الأخرى وسلس البول والنزيف وتكرار هبوط العضو مرة أخرى.

قد يؤدي استخدام الشبكة الجراحية لتعزيز جدار المهبل أو رفع الرحم أو الجزء الأعلى من المهبل إلى حدوث بعض المضاعفات الأخرى، مثل النزيف أو الشعور بآلام الحوض أو آلام أثناء الجماع أو حتى بروز الشبكة من خلال أنسجة المهبل. ونظرا للعدد الكبير من التقارير التي ورد لـ«إدارة الغذاء والدواء» الأميركية حول حدوث الكثير من المشكلات في هذه الجراحات، قامت الإدارة بإصدار تحذير في العام الماضي من أن الإجراءات التي تنطوي على إدخال الشبكة الجراحية عن طريق المهبل قد تشكل مخاطر أكبر من تلك الإجراءات التي لا تتضمن استخدام مثل هذا الأسلوب. تطالب «إدارة الغذاء والدواء» في الوقت الراهن بإجراء المزيد من الدراسات لتقييم أخطار ومنافع استخدام الشبكة في جراحات المهبل.وعلى الرغم من ذلك، يؤكد الدكتور فليش أن فشل هذه العمليات لا يعد أمرا شائعا، وخصوصا إذا ما جرى إجراؤها على يد جراح ماهر، مضيفا: «إذا ما جرى وضع الشبكة بصورة صحيحة تحت جدار المهبل من دون أخطاء، فإن معدل التآكل ينخفض للغاية». يشدد فليش على أن المواد المصنوع منها الشبكات والتقنيات الجراحية المستخدمة في هذه الجراحات تختلف الآن كثيرا عما كانت عليه منذ أعوام قليلة مضت، حيث باتت الحاجة لإجراء نقل دم نادرة واقتربت معدلات الإصابة بالالتهابات من الصفر تقريبا.

* نصائح للأطباء عندما تضطرين لإجراء جراحة لرفع هبوط أعضاء الحوض

* لا تسمحي لطبيب نساء غير متخصص بإجراء الجراحة

* حاولي العثور على جراح نساء أو جراح متخصص في جراحات المهبل

* اسألي عن مخاطر وفوائد التدابير والمواد التي ستستخدمينها