واهـمـة..! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


واهـمـة..!
ياسمين (اسم مستعار) – 25\05\2008

مخاوفٌ بحجمِ تينكَ النجمتين اللامعتين بصدر السماء, يسرقني النورُ إليها كُلَّما حاولتُ المغادرة..
ببدايةِ هذا الصيف تبدو ليَ السماءُ أَكثرُ قرباً منّي, وكأنها سقفُ غرفتي الباهتة.
تلكَ الأيام المقبلةِ أُلبِسُها شكلاً لإحدى صديقاتي الغاليات.. لأحبها أكثر فحسب!! أسير نحوها بترنحٍ قانط..(لأجل غلاوة صديقتي).
لاذعةٌ هي خمرة التردد, تلبسكَ وجهاً لا يشبهكَ.. يستعير من صفات جارِكَ أكثرَ الصفاتِ التي تكره لتحتويك..
تعلمتُ الجريمة.. وسأسرقُ شيئاً من شهوةُ النار للألم..
لا تشبهني شجرة الليمونِ بشيءٍ إلاّ بانتمائها حتى الملل بحبلِ مشيمةِ الوطنِ، هذا الذي لا يحتمل استئصال رجولتهِ ويلبسُ فستاناً قصيراً كعاهرةٍ ليليةٍ تغفو فوق رصيفِ الموتِ اليوميِّ , وكأنها لم تشبعْ بعد من امتصاص حبهم لها..
شاذٌ هذا الشيء الذي صنعه تاريخٌ من الأكاذيبِ .
- سألوني يوماً عن موسمُ البرتقالُ الزكيِّ .. ماذا أفعلُ فيهِ؟..
كنتُ أوذُّ لو أقول بأنّي زرعتُ أطيبَ حبَّةٍ فيهِ بصدريَ المفتوحِ..
كنتُ أودُّ لو أقول بأنّي عصرتُ ريقهُ في شراييني وركضتُ لاهثةً خلف حذاءِ الحقيقةِ الحلوة, لأصنع زوجاً من عصافيرٍ تشتهي أغصان رأسي.. لكني خرستُ!!
كنتُ أودُّ أَن أجِدُ قطةً شجاعةً تلعقني حتى لا يبقى من احتمالات الضوء مني شيء..
..أحتاج بندقيةَ , أحتاجُ كرهاً, وقوةً وبعضاً من زوارق السخافةِ كي أنجو.. ربما ببداية حزيران وجدتُ كلَّ شيءٍ إلاّ البندقية!!
فنحن الشرقيينَ نبحثُ عن الموتِ حتى أثناءَ جوعنا للحياةِ.. درسنا ثقافة الموت والانكسار مثلما تعلمنا النطقَ الأولَ.." أُمّي".
تقيّدني مثل عقدةَ الكتابةِ هذه السيّدة التي لا تنفكُ بأنْ تكون أطيب وأغلى وأقوى..
تستفيقُ الأبجديةُ فوقَ هاماتِ الياسمينِ الساكنِ خلفَ صمتهِ.. أحاجي تحتاجُ جداً للنقاطِ القاطعةِ.. وهناك على تلٍ مقابلٍ رجلٌ يربضُ فوقَ صدرهِ حبٌّ عتيقٌ للقتلِ.. بين هذين التناقضينِ تحتفل سماءٌ زهريةٌ بجنونها كُلَّما نثرَ الليلُ نجومهُ.
قد تبدو أعظمَ الأبجدياتِ خرافةٌ حينَ تكونُ حلماً مستتراً بحياةِ من سكنتْ.

أجلسُ أمام مرآتي أتكحلُ بأملٍ مزيَّفٍ وببسمةٍ فارغةٍ من الألوانِ وأغطي ارتباكاً يتلصصُ عليَّ من ثقبِ أذني اليُمنى..
ربما كنتُ سأمسكُ الشمسَ يوماً, وربما سأسرجُ بها خيمةَ الأنوثة المحتشمة.. إلا أنّي توقفتُ أمس عن السقوط حين قالَ لي شرقيٌّ جالسٌُ على حافةِ مقهى يحوم حوله ذباب الغرور, وتفوح منهُ رائحة الوجع الحقيقة الوقح.. واهـــمـــة .

 
عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا