نتائج جوائز «إيمي» التلفزيونية تخرج عن كل التوقعات
عن الشرق الاوسط - 24\09\2013
بالنسبة لمسلسل «Breaking Bad » الذي خرج يوم أول من أمس، الأحد، بجائزة «المسلسل الدرامي المميز»، بدأ كل شيء على نحو طبيعي: وولتر وايت (برايان كرانستن) رب أسرة تضم زوجته وابنه الشاب. يدرس مادة الكيمياء التي لا تسر أحدا من تلامذته، وبعد الدوام يعمل في محطة لغسل السيارات. يحتفل بعيد ميلاده. يكتشف في اليوم التالي أنه مصاب بسرطان الرئة. كيف يمكن له أن يضمن عيشا ما لعائلته؟
هذا ما ورد في الموسم الأول من مسلسل يقصد اسمه أن يقول إن صاحبنا وايت (وهو إنسان أبيض كاسمه) ارتطم بمصاعب الحياة وانهار على نحو سيئ سيئ إلى درجة أنه إذ لم يعد هناك ما يكفي لدفع فواتير العلاج أخذ يستغل معلوماته الكيميائية لكي يصنع ويبيع مخدر الميثامفيتامين. في النهاية هو مطارد من قبل البوليس، لكن المسلسل، الذي انطلق أول مرة سنة 2008 أكمل، تبعا لنجاح كبير، لموسم ثان، ثم ثالث وفي هذا العام يعد أن يكون الموسم الأخير له.

نال المسلسل ثلاث جوائز، الأهم هي تلك المذكورة كأكثر مسلسلات الدراما التلفزيونية تميزا. بالإضافة إليها نالت واحدة من ممثلاته، وهي آنا غن، جائزة أفضل ممثلة مساندة، والجائزة ذاتها على مستوى الممثلين الذكور نالها بوبي كانافال. لكن المفارقة هنا هي أن المسلسل شارك طوال السنوات الأربع الماضية في سباق جوائز «إيمي» التلفزيونية من دون أن ينل أي تقدير يذكر. وهذا ما حدث سابقا مع مسلسل «سوبرانو» الشهير الذي أنتجته محطة «HBO» الفضائية فهو أمضى خمس سنوات من الترشح الحثيث قبل أن يخرج بالتقدير الذي استحقه.

«هوملاند»، المسلسل الذي يتعامل مع مسائل الأمن القومي بعد كارثة 2001 كان أحد منافسي «بريكينغ باد» لكنه خرج بجائزتين في مجالين آخرين هما جائزة أفضل كتابة درامية (لهنري برومل) وجائزة أفضل ممثلة رئيسة (لكلير دانس) وذلك في مجال المسلسل الدرامي. وهي المرة الثالثة التي تفوز فيها عن نفس المسلسل.

لكن إذا ما كانت حفلة الـ«إيمي»، التي حملت الرقم 65 وحضرها، كالعادة، كل من له شأن في صناعة التلفزيون الأميركي ترفيها وفنا وإعلاما، تميزت بشيء، فبكونها حملت الكثير من الجوائز غير المتوقعة.

بداية من الصعب أن يثمر كل هذا الكم من الأعمال (نحو 70 عمل في نحو 90 جائزة) عن توقعات سديدة. أولئك الذين راهنوا على أن يخرج «فتيات» أو (Veep) بجائزة أفضل مسلسل كوميدي (وكانوا حسب إحصاءات متخصصة كثيرين) فوجئوا أن الجائزة ذهبت لمسلسل «عائلة معاصرة» (Modern Family) وفي حين سعى كثيرون للترويج أن جايسون باتمان هو من سينال جائزة أفضل ممثل كوميدي عن «تطور مثير» اكتشف أن جيم بارسونز تجاوزه، والخمسة الآخرون من المنافسين (بينهم دون شيدل وأليك بولديون ومات لي بلانك) ليفوز عن دوره في «نظرية الانفجار الكبير» (The Big Band Theory).

الأمر ذاته يقال بخصوص الممثل برايان كرانستون الذي لعب دوره بإلحاح وتجسيد جيدين في «بريكينغ باد» لكن الذي سطا على جائزة أفضل ممثل في مسلسل درامي كان جف دانيالز عن «غرفة الأخبار». حتى الممثل كفن سبايسي، المعروف بقدراته المسرحية والأدائية عموما، وجد نفسه بلا جائزة عن مسلسل «منزل من الأوراق» (House of Cards) وبالنسبة لعدد كبير من المتابعين، كانت ماغي سميث، الممثلة البريطانية المعروفة، هي أفضل من ينال جائزة أفضل ممثلة مساندة في دور درامي وذلك عن «داونتاوين آبي»، لكن هذه الجائزة تحديدا ذهبت إلى آنا غن، كما تقدم. ولم يتوقع أحد فوز ميريت ويفز بجائزة أفضل ممثلة مساندة في مسلسل كوميدي عن «الممرضة جاكي» عنوة عن بضع ممثلات اعتبرن أفضل مقدرة منهم جولي باون عن «عائلة معاصرة» وأنا شلامسكي عن «فيب».

كل هذا يعكس حدة المنافسة أكثر مما يعكس خيبة آمال البعض وفرح البعض الآخر بتحقق توقعاته، وهي منافسة تبدت بين الممثلات اللواتي رشحن لجائزة أفضل ممثلة في مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني. فلم تفز جسيكا لانغ (التي كثر الحديث عن احتمالاتها شبه المؤكدة) عن «قصة رعب أميركية: المصحة» ولم تفز بها هيلين ميرين عن دورها في فيلم «فيل سبكتور» ولا حتى إليزابث ويفر عن «حيوانات سياسية» بل نالتها لورا ليني عن «The Big C».

* سلم الأولويات ما يقال حول الممثلين والممثلات يمكن قوله حول المسلسلات ذاتها. هل حقا، تساءل كثيرون مباشرة بعد النتائج وفي الحفلات الساهرة التي تبعتها، «عائلة معاصرة» التي توفره محطة «ABC» أفضل من «فتيات» (HBO) أو «لوي».(FX) التوقع شبه الوحيد بين الجوائز الرئيسة الذي تحقق هو حصول فيلم «وراء كاندلابرا» على جائزة «أفضل مسلسل قصير أو فيلم» وهو فيلم نافسه بضعة أعمال بعضها جيد، مثل «قصة رعب أميركية: مصحة» وبعضها له ملامح إنتاجية أعلى مثل «الإنجيل» لكن المحكومين فضلوا منها فيلما يحكي مراحل من قصة حياة الشخصية الاستعراضية الشاذة ليبرايس. مخرج الفيلم (الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان «كان» السينمائي هو ستيفن سودربيرغ وهو منح جائزة موازية كأفضل مخرج. هذا إلى جانب تسع جوائز أخرى في ميادين مختلفة.

والمرء يدرك سريعا، إذا ما عاش وعايش حياة العمل التلفزيوني عن كثب، أن الصراع الحقيقي يمتد لما وراء المخرج والفيلم والممثل أو الممثلة. ففي المحك الأساسي، هناك المحطات التلفزيونية ذاتها وما قد تخرج به كل منها من جوائز. عند هذا القول نجد أن محطة «FX» التي تنتهج لنفسها خطا من التشويق والتي وجدت نفسها مرشحة في 17 ركنا، خرجت بثلاث جوائز فقط في حين حققت محطة «HBO» أعلى قدر من الإنجازات فهي خرجت بـ27 جائزة أي في 27 حقلا. بتتابع ورود المحطات حسب جوائزها نجد «CBS» الثانية بـ16 جائزة و«NBC» بـ11 جائزة و«Showtime» بسبعة جوائز وينتهي سلم الخمسة الأولى بمحطة «ABC» التي سجلت وحصلت برامجها على أربعة جوائز. بالنسبة للبرامج التلفزيونية فإن الرابح الأساسي، ذاك الذي جمع أكبر عدد من الجوائز هو «وراء كاندلابرا» (11 جائزة)، يليه «برودووك إمباير» خمس ثم «سترداي نايت لايف» أربع كذلك أربع جوائز لحفلة «توني أووردز» في مجال أفضل نقل حفلة ساهرة، ليليها كلها «بريكنغ باد» و«نظرية الانفجار الكبير» و«منزل من ورق» (ثلاث جوائز لكل منها).

 قالوا في النتائج:
* «إنها مفاجأة كبيرة. لماذا مفاجأة؟ لأنه تم ترشيحنا بين عدد كبير من المسلسلات الجيدة. وفي اعتقادي أن هذا هو عصر التلفزيون الذهبي» - فينس غيليغن، منتج ومخرج «بريكنغ باد».
* «يكفيني أن المسلسل نال جائزة أفضل مسلسل درامي. هذا يغطي المجالات كلها من كتابة وتمثيل والنواحي الفنية بأسرها» - برايان كرانستون، الممثل الأول في «بريكنغ باد».
* «انقطعت عن العمل لثلاث سنوات أمضيتها في دراسة جامعية بلهاء. أنا سعيدة ومحظوظة أنني وجدت أخيرا الدور الذي أشعر بأنه يحمل التحدي الكبير بالنسبة لي» - الممثلة كلير دانز الفائزة عن «هوملاند» بجائزة أفضل تمثيل نسائي درامي.
* «أنا لا أحظى بالكثير من الجوائز، لذلك أنا سعيد بأني فزت ولو أنني أدرك أنني نافست ممثلين كل منهم يستحق الجائزة بلا ريب» - جف دانيالز الذي فاز بجائزة أفضل ممثل درامي عن «غرفة الأخبار».
* «سأنام مع هذه الجائزة. المرات التي خسرت فيها السباقات هي أكثر مما ربحت فيها، لذلك من الممتع أن أفوز» - جوليا لويس - دريفوس التي فازت بأحسن ممثلة كوميدية عن «Veep».
* «عندما كنت مرشحا لجائزة (توني المسرحية) داهمني شعور قبل لحظات من إعلان النتيجة أنني فزت، لكني لم أفز. هنا تحاشيت هذه المرة أي شعور مسبق و... فزت» - بوبي كانافال الذي نال جائزة عن دوره في «بوردووك إمباير».

 قائمة بالفائزين بجوائز إيمي في الفئات الرئيسة
 فيما يلي قائمة بالفائزين بجوائز إيمي في الفئات الرئيسة:

* أفضل مسلسل كوميدي - «مودرن فاميلي» أو (عائلة معاصرة).
* أفضل مسلسل درامي - «بريكنغ باد».
* أفضل فيلم تلفزيوني/مسلسل قصير - «بيهايند ذا كانديلابرا» أو (خلف الشمعدانات).
* أفضل ممثل في فيلم تلفزيوني/مسلسل قصير - مايكل دوغلاس عن دوره في «بيهايند ذا كانديلابرا» أو (خلف الشمعدانات).
* أفضل إخراج فيلم تلفزيوني/مسلسل قصير - ستيفن سودربرغ عن «بيهايند ذا كانديلابرا» أو (خلف الشمعدانات).
* أفضل ممثلة في فيلم تلفزيوني/مسلسل قصير - لورا ليني عن دورها في «بيغ سي: هيرافتر».
* أفضل ممثل في عمل درامي - جيف دانيلز عن دوره في في مسلسل «نيوزروم» أو (غرفة الأخبار).
* أفضل ممثلة في عمل درامي - كلير داينس عن دورها في مسلسل «هوم لاند» أو (الوطن).
* أفضل ممثل كوميدي - جيم بارسونز عن دوره في مسلسل «بيغ بانغ ثيري» أو (نظرية الانفجار العظيم).
* أفضل ممثلة كوميدية - جوليا لويس دريفوس عن دورها في مسلسل «فيب».
* أفضل ممثل مساعد في عمل كوميدي - توني هالي عن دوره في مسلسل «فيب».
* أفضل ممثلة مساعدة في عمل كوميدي - ميريت ويفر عن دورها في مسلسل «نيرس جاكي» أو (الممرضة جاكي).
* أفضل ممثل مساعد في عمل درامي - بوبي كانافالي عن دوره في مسلسل «بوردووك إمباير».
- أفضل ممثلة مساعدة في عمل درامي - آنا جن عن دورها في مسلسل «بريكنغ باد».
* أفضل إخراج لمسلسل كوميدي - جيل مانكوسو عن مسلسل «مودرن فاميلي» أو (عائلة معاصرة).
* أفضل إخراج لمسلسل درامي - ديفيد فينشر عن مسلسل «هاوس أوف كاردز».
* أفضل برنامج في المنافسات الواقعية - «ذا فويس».